ذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، اليوم الجمعة، أن دول الاتحاد الأوروبي تبدو عازمة على إلغاء المؤتمر الدولي الذي دعت إليه الولايات المتحدة حول الشرق الأوسط، والمزمع عقده في بولندا في شهر شباط/فبراير المقبل، بسبب مخاوف من أن يكون هذا المؤتمر جزءاً من توجه أميركي لزيادة الضغط على إيران.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، اليوم، تساؤلات حول المخطط الحقيقي للمؤتمر، مشيرين إلى أن تنظيمه تمّ في وقت قصير للغاية، وأشاروا إلى أن إيران ليست مدعوة على ما يبدو.
وقال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي إن الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد، فيديريكا موغيريني، لديها التزامات أخرى، وإنها لن تحضر.
وبحسب الوكالة، فقد تحدث الدبلوماسيون والمسؤولون للصحافيين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، لأن القضية لم تناقش بشكل رسمي بعد بين الوزراء.
ويبذل الاتحاد الأوروبي جهوداً مكثفة للحفاظ على الاتفاق النووي الموقع مع إيران في يوليو/تموز 2015، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً، اليوم أيضاً، تحدثت فيه عن "عزم الاتحاد الأوروبي على صدّ الاندفاعة الأخيرة المعادية لإيران في واشنطن".
وقالت الصحيفة إن "محاولة الولايات المتحدة إشراك أوروبا في حملتها للضغط على إيران تواجه إخفاقاً، بعدما أكد مسؤولون أن وزراء من دول عدة في الاتحاد الأوروبي لن يحضروا على الأرجح" قمة بولندا المنوي عقدها في منتصف فبراير.
Twitter Post
|
ونقلت الصحيفة عن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين أن اختيار وارسو لاستضافة المؤتمر هو "محاولة لتقسيم الاتحاد الأوروبي" حول المسألة الإيرانية، في حين قال دبلوماسي أوروبي آخر إن "الاتحاد الأوروبي لن ينضم لتحالفٍ معادٍ لإيران".
كما لفت مسؤول في الاتحاد الأوروبي إلى أن الصورة لا تزال غير واضحة بالنسبة لـ"الاتحاد" حول الرؤية المتعلقة بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط التي يريد مؤتمر بولندا الترويج لها. وتحدث عن "عدم اليقين حول مشاركة دول عدة من الاتحاد على المستوى الوزاري" في المؤتمر.
كذلك، نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين تحدثوا خلال الأيام الماضية عن "أرجحية عدم إرسال فرنسا لوزير خارجيتها، وعدم اتخاذ بريطانيا وألمانيا قراراً بشأن من سيمثلها في المؤتمر، فيما قال وزير خارجية لوكسمبورغ إنه لن يحضر الاجتماع نظراً لالتزام سابق"، بينما أشار مسؤولون أوروبيون إلى محاولة بولندا التقليل من تركيز المؤتمر على إيران.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد استدعت، يوم السبت الماضي، القائم بالأعمال البولندي لديها وسلّمته مذكرة اعتراض على المؤتمر المزمع عقده في وارسو، فيما أكد الدبلوماسي البولندي أن المؤتمر لا يستهدف طهران، وأن هناك تبايناً في المواقف بين مسؤولي بلاده وواشنطن.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أعلن للمرة الأولى عن المؤتمر في حديث لمحطة "فوكس نيوز" التلفزيونية، يوم الجمعة الماضي، مؤكداً أن بلاده تعتزم استضافة قمة دولية تركز على الشرق الأوسط، وتحديداً إيران، في بولندا.
وقال بومبيو إن القمة ستعقد يومي 13 و14 فبراير/ شباط لـ"التركيز على الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يشمل عنصراً مهماً، وهو ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار".
ودعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون عرب لحضور المؤتمر.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)