وفي خضم التطورات في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، وتعدد أطراف الصراع فيها، يتوقع المراقبون انفجار الوضع الأمني والانجرار إلى اقتتال طائفي بين المكونين الكردي والعربي في المدينة.
وأصدرت وحدات "حماية الشعب"، بياناً على موقعها الرسمي طالبت فيه وجهاء حي غويران ذي الغالبية العربية، وتحديداً عشيرة الجبور، بإخراج "المجموعات الإرهابية" والتبرؤ منهم، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، و"عدم السماح لهم بالتمركز في الحي والانتشار درءاً للفتنة".
وجاء البيان على خلفية استهداف حاجز لأبناء حي "أحرار غويران" بالقرب من جسر البيروتي، لسيارة كانت تقل عناصر من وحدات "حماية الشعب" بالأسلحة الرشاشة، مما أدى إلى انفجارها ومقتل غالبية من كان على متنها.
وأكد أحد أبناء الحي في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "السيارة كانت تحاول اقتحام الحي". في حين نفى بيان وحدات "حماية الشعب" ذلك، مشيراً إلى أن "السيارة كانت في مهمة حول المدينة وأخطأت الطريق". وكشف البيان عن "مقتل سبعة من مقاتليها (الوحدات) داخل السيارة وفقدان الاتصال مع ثلاثة آخرين".
وندّد البيان بالعملية، واصفاً الأمر أنه "جريمة"، متوعداً الفاعلين بأنهم "لن يفلتوا من عِقابنا وسنحاسبهم على هذه الجريمة التي ارتكبوها".
وأوضح البيان أن تلك "الجريمة تسعى إلى اختلاق الاقتتال الكردي ــ العربي"، مضيفاً "نحنُ نولي الأهمية إلى عدم الانجرار إلى الفتن ولن نسمح باندلاع مواجهات مع المكون العربي القاطن في هذا الحي".
من جهته، قال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سورية، والمنسق العام لحركة "الإصلاح الديمقراطية"، فيصل يوسف، لـ"العربي الجديد" إن "عدم الانجرار إلى اقتتال بين المكونين الكردي والعربي مرتبط بديناميكية المجلس لعدم جر الحالة الكردية لمثل هذه الكارثة"، مشيراً إلى أن "الكرد في سورية أمام أوضاع حرجة تتقاذفها مصالح عدّة جهات، كما هو حال المعارضة السورية جميعها".
وكانت صفحة شخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نشرت مقطع فيديو لأحد مقاتلي الوحدات الذي أسرته كتيبة "أحرار غويران"، ويعرف المقاتل بنفسه، ويبين أنه "غرر به"، إذ إنه، وحسب المقطع، قيل له إن "داعش موجود في الحي، وإنك ذاهب لتقاتلهم".
وبدت على المقاتل علامات التعب والإعياء، وهو ما برّره المقطع من خلال الحديث معه بأسلوب أشبه بالتحقيق العسكري، بأنه "يتناول حبوبا مخدرة"، وأن السيارة التي أقلتهم "احتوت على حبوب هيروين".
في هذه الأثناء، تواصل سقوط القذائف العشوائية على أحياء المدينة بشكل عشوائي مصدرها قرى الريف الجنوبي الخاضع لسيطرة "داعش". وسقطت قذيفة "هاون" قرب الجامع الكبير في حي تل حجر على بعد أمتار من مركز قوات "الآسايش"، وهي قوات شرطة مسلّحة تتبع لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، حالة اثنين منهم خطيرة، فيما سقطت قذيفة أخرى خلف معمل السينالكو وصالة جودي، دون إصابات، كما سقطت قذيفة ثالثة على حي المفتي دون ورود أنباء عن إصابات أيضاً.
ووردت أنباء لم يتمكّن "العربي الجديد" من التأكّد من دقتها، تفيد بأن تنظيم "الدولة الإسلامية"، أخلى فوج الميلبية 121 جنوبي الحسكة، وانسحب منه باتجاه الشدادي، وأنّ قوات النظام استلمته فارغاً.
تجدر الإشارة إلى أن قوات النظام لا تزال موجودة في مدينة الحسكة، وتسيطر على أغلب أحياء المدينة بشكل مباشر، في حين أن (داعش) يسيطر على ريف المدينة الجنوبي، وأماكن متفرقة أخرى في الريف، منها قطعات عسكرية ومعمل الغاز وحقول نفط.