تشهد العاصمة الليبية طرابلس توتراً أمنياً، على خلفية تقدم وحدات من قوات "اللواء السابع" بترهونة إلى تخوم المدينة الجنوبية الشرقية، تنفيذا لأوامر وزارة الداخلية بتأمين مطار طرابلس الدولي القديم، فيما نشرت قوة "حماية طرابلس" عناصرها في محيط المطار استعداداً لصد تقدم قوات اللواء.
وأكد مصدر أمني من طرابلس، لـ"العربي الجديد"، أن وزارة الداخلية أوعزت لعدد من الوجاهات الاجتماعية بالتدخل للحيلولة دون وقوع صدام مسلح، إذ تعتقد قوة "حماية الطرابلس" المؤلفة من أربع كتائب كبرى في العاصمة، أن الوزارة تسعى إلى حلها واستبعادها من المشهد من خلال برنامج الترتيبات الأمنية.
وقال المصدر الأمني إن تحشيدات قوة "حماية طرابلس" تتمركز الآن في مناطق وادي الربيع القريبة من منفذ العاصمة الذي يربطها بترهونة، مؤكدا صحة تكليف وزارة الداخلية لـ"اللواء السابع" بتأمين محيط مطار طرابلس القديم "حتى تتسنى لشركة إيطالية، تعاقدت مع حكومة الوفاق، إعادة تأهيل المطار" المتوقف عن العمل منذ نهاية عام 2014.
ورجح أن يكون للتوتر الحالي تأثير كبير على توجه الوزارة لفرض خطة أمنية جديدة على المليشيات المسيطرة على طرابلس، والتي تعمل تحت مسمى واحد وهو "قوة حماية طرابلس" وهي كتائب "ثوار طرابلس" و"كتيبة الردع السريع" و"قوة التدخل السريع" و"كتيبة النواصي".
وشهدت طرابلس مواجهات مسلحة عنيفة خلال سبتمبر/ أيلول الماضي بين كتائب "قوة حماية طرابلس" وقوات "اللواء السابع" القادم من ترهونة جنوب شرقي طرابلس، انتهى بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة نهاية الشهر ذاته.
وكان وزير الداخلية بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، قد عبر عن استيائه من نفوذ المليشيات في طرابلس، مؤكدا فشل خطط الوزارة السابقة في فرض الأمن فيها.
وقال باشاغا، خلال مقابلة مع تلفزيون محلي الأحد الماضي، إن الوزارة انتهت من إعداد خطة أطلق عليها اسم 2019–1 ستنطلق في الأيام القادمة، كخطة كاملة لتأمين طرابلس تحت سيطرة غرفة واحدة، محذرا بالقول إن "طرابلس ما زالت مهددة كونها عاصمة الدولة وكل الأجهزة والمقرات الحكومية موجودة فيها، وإن هناك احتمالا كبيرا لوقوع هجمات إرهابية"، لافتا إلى أن هناك عدة أجهزة أمنية أعمالها متداخلة، وكل كتيبة أو جهاز أمني يعمل على هواه، وليس تحت وزارة الداخلية.
وتتوافق تصريحات المسؤول الليبي مع إعلان المبعوث الأممي غسان سلامة عن بدء ترتيبات أمنية جديدة في العاصمة طرابلس، مؤكداً خلال تحدّثه مع أهالي الجنوب بمدينة سبها، الأحد، أن نتائج الترتيبات الجديدة ستبدأ من الأسبوع المقبل.