علق صحافيون وناشطون سوريون بتهكم وسخرية على الانتخابات البرلمانية السورية التي جرت أمس في مناطق سيطرة النظام السوري وبإشرافه، لجهة عدم مصداقيتها والتسليم بفراغية نتائجها، في إشارة إلى تدخل النظام بشكل مباشر في اختيار المرشحين، وأن الانتخابات ليست إلا تمثيلية مكشوفة.
ومنذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970، لا ينظر السوريون بعين الرضا إلى الانتخابات في بلادهم على تنوعها، سواء كانت الرئاسية أو البرلمانية أو البلدية وغيرها. فقد اعتادوا من النظام، ذي الصبغة الطائفية والأمنية، تزوير الانتخابات وممارستها شكلاً، في حين تكون قوائم الناجحين مجهزة سلفاً في أفرع المخابرات والأمن، وكل ذلك من أهم أسباب الثورة على النظام من قبل السوريين عام 2011.
وكتب ماجد شبيب مشاركاً صورة لرأس النظام بشار الأسد وهو يدلي بصوته في الانتخابات إلى جانب زوجته أسماء الأخرس: "نحنا بالديييييمقققراااااطيييية ماعنا يا أمي رحميني. غرغرت عيوني من هالصورة.. تعالوا تعلموا الديمقراطية يا أعداء العالم.. بس وأنتوا جايين جيبولنا كم برميل ناقصنا ذخيرة. وكمشة دولارات".
فيما لمح يمان عرّاج إلى أن الانتخابات الحالية تأتي ضمن ظروف جديدة بالقول: "الانتخابات البرلمانية في سورية شأن إيراني روسي نحن كسوريين ما معزومين"، بالإشارة إلى تحكم الروس والإيرانيين المطلق في البلاد.
وخاطب الصحافي فراس ديبة مؤيدي النظام بالقول: "إلى كل مؤيد أهبل: رئيسك (المنيح اللي حواليه ...) بإيده عم يختار أعضاء مجلس الشعب اللي رح تتمسخر عليهن لأنهن نايمين في الجلسات..رئيسك ذاته عم يختار الوزراء اللي أنت عم تسبهن من يوم ما خلقت لليوم... شي مرة تذكر أنه السلطات في البلد كلها دستورياً وواقعياً بإيد رئيسك وحده، وهو اللي عم يجيب المسؤولين اللي عاملين حياتك جحيم، وإذا ما بدك تسب رئيسك لإنك بتخاف مو مشكلة، بس لا تأيده لأنه هو سبب المصايب اللي أنت عايش فيها... ملاحظة: هادا مركز انتخابي إلا استديو مجهزين فيه الإضاءة؟"، بالإشارة إلى الصورة التي يظهر فيها بشار أثناء إدلائه بصوته، ضمت صالة مجهزة، يعتقد أنها في القصر الجمهوري.
وكتب الصحافي عبد السلام حاج بكري شهادةً جاء فيها: "على سيرة انتخابات مجلس الشعب عند الأسد، ابن أخي بهاء استشهد بأقبية مخابرات الأسد عام 2013 ومع هيك شارك بانتخاب الرئيس عام 2014. والله عم أحكي جد".
وتذكر الكاتب عماد غليون موقفاً حصل في الانتخابات أشار إليه في منشور على صفحته، "رفقاتنا بالجامعة شلة حماصنة بالمدينة الجامعية بدمشق... راحوا ع حمص وقت انتخابات مجلس الشعب وفكروا هيك بيهربوا من الانتخاب... المصيبة رجعوا لقوا أسماءهم معلقة ع لوحة الإعلانات مفصولين من المدينة الجامعية".
فيما ظهر خلال الانتخابات رئيس حكومة النظام المقال عماد خميس، وذلك بعد إشاعات تحدثت عن سجنه وموته بعد إقالته من قبل الأسد منتصف الشهر الماضي، حيث نشر الصحافي خليل هملو صورة خميس أثناء مشاركته في الانتخابات معلقاً عليها: "هيييهههه طلع عمادو .... رئيس الوزراء السابق عماد خميس يشارك في انتخابات مجلس الشعب اليوم... ارتحنا من شوفتك على مدى شهر كامل على الأقل".