تنديدات غربية بإعدام مصارع إيراني وطهران تستدعي السفير الألماني

14 سبتمبر 2020
نويد أفكاري (تويتر)
+ الخط -

تتصاعد التنديدات الغربية بإعدام السلطة القضائية الإيرانية، المصارع الإيراني نويد أفكاري، فجر السبت الماضي، بتهمة قتل حارس أمن في مصلحة المياه بمدينة شيراز بسكين في 2 أغسطس/ آب 2018. وفي الوقت نفسه، وصفت طهران هذه التنديدات بأنها "تدخل" في شأنها الداخلي، وفي الإطار، استدعت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، السفير الألماني لدى طهران، احتجاجاً على تغريدات السفارة الألمانية بشأن هذا الإعدام واتهامها السلطات الإيرانية بـ"إسكات المعارضين".

وذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان، أنها أبلغت السفير الألماني، هانس أودو موتزل، أن هذه التغريدات "تمثل تصرفاً خارجاً عن العرف الدبلوماسي وتدخلاً في الشؤون الداخلية لإيران"، مؤكدة أنها "نددت بشدة" بذلك.

وبحسب بيان الخارجية الإيرانية، أكد المدير العام للشؤون الأوروبية بالوزارة، بيمان سعادت، للسفير الألماني، أن "التدخل في القوانين والأحكام والمسارات القضائية المستقلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أمر غير مقبول بتاتاً، ولا يمكن تحمّل ذلك"، مطالباً السفارة الألمانية بـ"التزام حدودها في إطار مسؤولياتها الدبلوماسية وعدم تعدي ذلك".

وكانت السفارة الألمانية لدى طهران قد نددت بتنفيذ حكم الإعدام بحق أفكاري في سلسلة تغريدات، قالت في واحدة منها: "تحيرنا عميقاً من إعدام نويد أفكاري. ليس مقبولاً تجاهل القوانين الأساسية الحقوقية لأجل إسكات الأصوات المعارضة. شقيقا نويد لا يزالان في السجن وهما بحاجة إلى تضامننا".

وأعادت السفارة الألمانية نشر بيان مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان، بيربل كوفلر، حول الحادث وتنديدها به.

وقبل استدعاء السفير الألماني، سجلت السلطة القضائية الإيرانية اعتراضها على "تدخلات سفارات أوروبية في الشؤون الداخلية" الإيرانية، على لسان نائب رئيس السلطة للشؤون الدولية، علي باقري، داعياً، وفق ما أوردته وكالة "ميزان" التابعة لها، هذه السفارات إلى "التزام الأدب الدبلوماسي"، ومؤكداً أن الضغوط الخارجية لن تثني الجهاز القضائي الإيراني عن "تنفيذ العدالة".

واليوم الاثنين، استمراراً للتنديدات الغربية بإعدام أفكاري، أصدر متحدث باسم جوزف بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بياناً، ندد فيه بذلك، قائلاً إن "الاتحاد الأوروبي يعارض عقوبة الإعدام دون استثناء وتحت أي ظرف كان"، مؤكداً أن "الاتحاد الأوروبي وسفراء الدول الأوروبية لدى طهران سيجرون مفاوضات مع السلطات الإيرانية حول ملفات خاصة مثل الإعدام الأخير".

كذلك أصدرت الخارجية الفرنسية، أمس الأحد، بياناً نددت فيه بإعدام المصارع الإيراني، داعية الدول التي تنفذ حكم الإعدام إلى التخلي عنه، واصفة الحكم بأنه "عقوبة غير عادلة وغير إنسانية وبلا تأثير".

وفي الأثناء، استنكرت اتحادات رياضية دولية إعدام أفكاري في تعليقات منفصلة على ذلك.

وفي تعليقه على إعدام أفكاري، قال المرشح الديموقراطي الأميركي للانتخابات الرئاسية، جو بايدن، في تغريدة، إن "إعدام إيران الوحشي لنويد أفكاري مهزلة. لا يجوز أن تحتجز أي دولة المتظاهرين والنشطاء السلميين أو تعذيبهم أو إعدامهم"، داعياً طهران إلى "الإفراج عن سجنائها السياسيين الآخرين بمن فيهم (المحامية) نسرين ستودة وإطلاق سراح الأميركيين المعتقلين جوراً".

إلى ذلك، علق وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو على الإعدام، في تغريدة عبر "تويتر"، معتبراً أنه "عمل شرير ووحشي"، مؤكداً أن بلاده تدينه "بأشد العبارات".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد طالب طهران بعدم تنفيذ حكم الإعدام بحق أفكاري، في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" الأسبوع الماضي.

وقال ترامب: "علمت أنّ إيران تستعدّ لإعدام نجم كبير في المصارعة، نافيد أفكاري، 27 عاماً، وكلّ ما فعله أنّه شارك فحسب في تظاهرة مناهضة للحكومة".

وكانت السلطة القضائية الإيرانية قد أصدرت خلال أغسطس/ آب الماضي، حكماً بإعدام المصارع نويد أفكاري، مرتين، والسجن لست سنوات ونصف و74 جلداً. وأعقبت هذا الحكم اعتراضات وتعاطفاً في أوساط فنية وحقوقية ورياضية داخلية ودولية. وعزا مراقبون صدور هذا الحكم إلى مشاركة أفكاري في المظاهرات التي شهدتها إيران، خلال صيف عام 2018، احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي.

إلا أن الجهاز القضائي الإيراني أكد أن الحكم صدر بتهمة قتله حارس أمن لمصحلة المياه في مدينة شيراز وسط البلاد، وبثّ التلفزيون الإيراني مقطعاً مصوراً اعترف فيه أفكاري بالقتل، وتضمن أيضاً تمثيل المشهد، لكنه لاحقاً، ومن السجن، قال إن هذه الاعترافات انتزعت منه تحت التعذيب، نافياً ارتكابه القتل.

وحكم الجهاز القضائي الإيراني على شقيقين لأفكاري، هما وحيد وحبيب أفكاري أحكاماً بالسجن لمدة 54 عاماً و27 عاماً على الترتيب. ​

المساهمون