تمّام عزام.. ذاكرة "مدن منسية"

23 سبتمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -

توجَّه تمّام عزام بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في بلاده سنة 2011، إلى تقديم سلاسل تقارب ما حلّ بها من تدمير وتهجير، وقصص الناس التي اختفت تحتها، وكانت البداية بلوحات الأكريرليك على القماش، قبل أن ينتقل إلى أعمال رقمية لاقت انتشاراً واسعاً.

اعتمد الفنان السوري (1980)، المقيم في برلين، على تقنيات جديدة باستخدام الغرافيك، عبر تركيب أجزاء يستعيرها من لوحات لفنانين عالميين على مشاهد الخراب، ومنها القبلة" لـ غوستاف كليمْت الشهيرة حيث غطّى لونها الأصفر الساطع على مبنى سكني سابق في دمشق، أو أشخاص من إحدى لوحات ماتيس بلونهم البرتقالي المائل إلى الحمرة وهم يرقصون في شكل بيضوي فوق أكوام من الأنقاض.

"مدن منسية" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح في الخامس من الشهر الجاري في "غاليري هينز" بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، ويتواصل حتى الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ويضمّ أعمالاً تصوّر سورية في أوضاعها الحالية ضمن تمرين في تذكر وإعادة بناء أجزاء من البيوت المهدمة.

من المعرضيشير بيان المعرض إلى أن "تمّام قام بتطوير ممارسة ديناميكية تتضمّن الرسم والتركيب والفن التصويري الرقمي والورقي، وفي لوحاته الجديده يجمع بين الطلاء مع قطع ملونة من الأوراق الممزّقة، مقدّماً صوراً لوطن دمرته سنوات من الصراع العنيف: المباني المنهارة، والحافلات المهجورة، والأسطح المكسورة في المدن القديمة التي كانت مزدحمة ذات يوم".

في أعمال الكولاج التي يقدّمها مؤخراً، بات يغيب الإنسان عن معظمها بعد أن كان حاضراً في لوحاته السابقة، حيث تحيل جميعها إلى أرض يباب موحشة لم يعد يذكّر بها سوى أطلال الأبنية وأثر وعلامات على وجود البشر، لكن دون تمثيلهم فيها.

إلى جانب ذلك، تُعرض بورتريهات منفّذة بالتقنيات ذاتها لأشخاص لا تظهر ملامح وجوههم، وبالذات عيونهم التي تبدو مطفأة وهم جزء من خلفية الدمار التي تكوّن العمل، أو التصّدعات التي تحضر خلفهم.

استوحى عزام عنوان المعرض من المدن القديمة غير المأهولة في شمالي غرب سورية، والتي تمّ تركها منذ القرن العاشر الميلادي، كما ابتكر صوراً لمدينة دمشق في محاولة لإعادة تذكّر وتجميع أجزاء المنزل في الوقت الذي كان يعيد بناء حياته في برلين.

المساهمون