تمزيق الكراريس ظاهرة نهاية السنة الدراسية في الجزائر

27 مايو 2019
تمزيق الكراريس احتفالا بنهاية العام الدراسي في الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -
قام عشرات التلاميذ في عدة مدارس جزائرية بتمزيق كراريسهم أمام المدارس ابتهاجا بانتهاء العام الدراسي في مشاهد رفضها كثيرون، بينهم الأساتذة الذين أبدو أسفهم على تعامل التلاميذ مع جهد السنة بتلك الطريقة.

وتشهد المؤسسات التعليمية في الجزائر خلال السنوات الأخيرة احتفالات غريبة بنهاية السنة الدراسية، تمتد من تمزيق الكراريس إلى تخريب الأقسام.

وقال التلميذ في إحدى متوسطات العاصمة الجزائرية، محمد رشيد، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الاحتفالات الغريبة ترجع إلى أن التلاميذ باتوا يشعرون بأن الدراسة صارت عبئا عليهم من خلال الالتزامات اليومية.

في حين انتقد الأستاذ في علوم التربية، نور الدين مصباح، ما آلت إليه أوضاع التعليم والتلاميذ في آن واحد، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "وزارة التربية غرقت في استيراد مناهج فرنسية بعيدة عن واقع التلميذ، كما همشت الدور الحقيقي المنوط بالمؤسسات التربوية المتمثل في تلقين الأخلاق والقيم".

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا من الصور لتلاميذ يمزقون الكراريس وهم يهتفون "العلم في الراس وليس في الكراس"، ويعتقد الناشط محمد تليجاني أن "سلوكيات التلاميذ عقب انتهاء الفصل الدراسي دليل على وجود مشكلة عميقة في المدرسة الجزائرية، إذ بات التلميذ لا يعطي أهمية لمقرراته الدراسية، وينتظر الوقت الذي تنتهي فيه الالتزامات".

وأوضح تليجاني لـ"العربي الجديد"، أن "تمزيق الكراريس له تفسيرات أهمها أن التلاميذ يعتبرونها عبئا تخلصوا منه"، محملا أولياء التلاميذ المسؤولية الكبرى لأنهم لا يتابعون مستوى أبنائهم العلمي والتربوي.




وطالب عضو نقابة أولياء التلاميذ، عمار نجادي، الأسر بتوعية أبنائها للحفاظ على كراريسهم، وتخوف من فكرة تحول المؤسسة التربوية إلى مؤسسة عقابية، متسائلا عن "ضرورة دور الأسرة في تحضير الأجيال القادمة".
وعبر الأستاذ الجامعي محمد الفاتح حمدي، عن استيائه من هذه المشاهد، وكتب عبر موقع "فيسبوك": "كتبي وكشوف النقاط لكل سنوات الدراسة في المتوسط والثانوي، والكثير من الوثائق، أحتفظ بها حتى اليوم. تمزيق الكتب والكراريس أمام المدارس دليل على الإهمال والتسيب داخل المدرسة".

في المقابل، قارن رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشهد تمزيق الكراريس بالتفاتة قام بها تلاميذ "معهد الحياة" بمنطقة القرارة بولاية غرداية، إذ أنهى التلاميذ الموسم الدراسي بتقديم التحية للأساتذة والإداريين عن الجهد المبذول طيلة العام.

المساهمون