يحدث أن تتحوّل شخصية تاريخية إلى رمز ملهِم لأجيال لم تتعّرف عليه إلا من خلال الذاكرة الجماعية، ولا تنتمي بحال إلى مشروعه الذي كرّس له حياته. ما يستدعي هذه المقولة هو الحملة التي انطلقت، خلال الأسابيع الأخيرة في المغرب، مطالبةً بإنشاء تمثال لعبد الكريم الخطابي (1882 - 1963).
يُعتبر الخطابي رمزاً من رموز الكفاح المغربي للاستقلال، ضدّ الاستعمارين الإسباني والفرنسي، كما يُعرف بكونه مؤسّس "جمهورية الريف" بين عامي 1921 و1926، وقد حظي بسمعة عالمية ضمن موجة حركات التحرّر في النصف الأول من القرن العشرين.
يقول مطلق المبادرة عبد الواحد الحجاجي في حديث إلى "العربي الجديد": "ظلّت تسكنني رغبة في القيام بشيء يخلد ذكّرى الخطابي". الفكرة، بحسب الحجاجي، عبارة عن إنشاء تمثال رمزي في جبل موروبياخو بالقرب من مدينة الحُسيمة الواقعة في منطقة الريف المغربي. ونتبيّن من خلال صفحة الحملة على فيسبوك أن "التمثال سيطلّ على جزيرة نكور المحتلة"، ما يُعطي لهذه الحملة بعداً إضافياً.
يشير الحجاجي إلى أن الحملة لاقت ردود فعل متباينة، إذ يوجد من تجاوب مع الفكرة، كما أنه هناك من عارضها، بالأساس، لاعتبارات دينية تخصّ "حرمة تجسيم الأشخاص".
وفي انتظار تجاوب رسمي، يظل الفضاء الرئيسي للحملة هو الفيسبوك بهدف معلن؛ بلوغ 50 ألف توقيع، وهو الرقم الذي يرى الحجاجي أنه سيوصل أصوات المشاركين في الحملة إلى المسؤولين المغاربة الذين يظلّ القرار النهائي بين أيديهم، إضافة إلى أدوار أخرى منتظرة من الأحزاب والجمعيات.اقرأ أيضاً: "حرب الريف": كاميرا داخل جيش الخطابي