تلوث باريس يُغير إيقاع حياتها

16 مارس 2014
+ الخط -

 

تعتزم فرنسا فرض قيود على التنقل بالسيارات في باريس غدا، الاثنين، في خطوة هي الأولى منذ نحو عشرين عاما للتصدي لمستويات التلوث الخطيرة بينما يحاول ساسة التخلص من الضباب الدخاني الذي يشكل تهديدا للصحة قبل أيام من انتخابات بلدية.
إذا كنت في باريس هذا الأسبوع فعليك مراعاة التالي:

إحفظ رقم لوحة سيارتك جيدا لتعرف اليوم المسموح لك لتسير في شوارع العاصمة، أو استقلّ وسائل المواصلات العامة مجانا. والأهم من ذلك، يرجى الانتباه بعدم السماح للأطفال والمسنين ومصابي الأمراض الصدرية مثل الربو والحساسية وغيرها، بالخروج إلى الشارع هذه الأيام، لأن هواء باريس لا يزال ملوثا.

وترفع وزارتا الصحة والبيئة الفرنسيتان شعارا يقول: "الصحة العامة هي المعيار الوحيد لأي قرار"، لذلك، فلا تندهش من القرارات والتنبيهات أعلاه، فصحة المواطن أهم قيمة لدى الحكومة من عائدات وسائل المواصلات العامة التي ستتيحها مجانا، وهي كذلك أكثر أهمية من شعورك بالضيق بسبب تحديد أيام استخدامك لسيارتك.

فبعد أن شهدت باريس وضاحيتها لليوم السادس على التوالي ارتفاع مستوى التلوث إلى حد غير مسبوق، كان على السلطات اتخاذ إجراءات حقيقية لمقاومة آثاره، قبل أن تتضرر صحة المواطنين.

لذلك قرر فيليب مارتين، وزير البيئة والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسي، إتاحة السفر في قطارات الضاحية السريعة والمترو والباصات والترام للركاب مجانا من الجمعة إلى الأحد. كما فرض سير السيارات بالتناوب وسيكون يوم غد الإثنين هو بداية هذا القرار، الذي يتلخص في تسيير السيارات التي تنتهي أرقام لوحاتها بعدد فردي يوم الإثنين، وفي اليوم التالي تسير السيارات التي تحمل لوحاتها أعدادا زوجية، وسيستمر هذا الإجراء حتى تنجلي الأزمة، وسيتم تغريم كل المخالفين لهذا القرار المُلزِم، الذي تم حشد أكثر من 700 شرطي لمراقبة تنفيذه.

وزيادة في الحرص، دعت السلطات الصحية إلى منع الأطفال الصغار والمسنين الذين يعانون أمراضا تنفسية من الخروج إلى الشارع. وقال الوزير إن هذه الإجراءات ليست نهائية، وإن الوزارة ستحدد غدا الإثنين القرارات والإجراءات الجديدة التي ستتخذها في إطار ما تتطلبه مواجهة هذه الموجة من التلوث، ذلك لأن "الصحة العامة هي المعيار الوحيد لأي قرار".
 

وباريس أكثر تأثرا بتلوث الهواء عن غيرها من العواصم الأوروبية بسبب دعم وقود الديزل والعدد الكبير من السيارات الخاصة. وأدت موجة من الطقس الحار استمرت أسبوعا وسطوع الشمس لفترات طويلة إلى تفاقم المشكلة في الآونة الاخيرة.

وكانت بيانات لوكالة البيئة الأوروبية أظهرت يوم الخميس الماضي وجود 147 ميكروجرام من الجسيمات في كل متر مكعب من الهواء في باريس بينما يسجل القياس 114 في بروكسل و104 في امستردام و81 في برلين و79.7 في لندن.

وانتقد معارضون وجمعيات لقائدي السيارات إجراءات الحكومة وقالوا إنها ستكون صعبة التطبيق بالنسبة للشرطة واتهموا الحكومة الاشتراكية بالاستسلام لضغوط من شركاء في الائتلاف الحكومي من حزب الخضر المدافع عن البيئة قبل الانتخابات البلدية المقررة اواخر مارس اذار الجاري.

وكانت اخر مرة قامت فيها فرنسا بتقييد حركة التنقل بالسيارات في اكتوبر تشرين الاول 1997 كرد فعل ازاء تلوث بسبب عوادم وقود الديزل واستمر الأمر ليوم واحد.

 

دلالات
المساهمون