تلاميذ غزة ومأساة الدراسة بعد العدوان

غزة

يامن سلمان

avata
يامن سلمان
14 سبتمبر 2014
C915AE7F-6955-496F-B920-AACB8C095C7A
+ الخط -

مع بزوغ الشمس نهضت آية علوان (8 أعوام) من فراشها في منزل استأجرته أسرتها بعدما دمر منزلهم في حي الرمال، تبدأ يومها بارتداء زيها المدرسي الجديد للتوجه إلى مدرستها "الرمال الابتدائية المشتركة".

صدمت الطفلة الغزية عندما رأت زميلة دراستها نور دهمان مصابة جراء العدوان، جبيرة تلف يديها وكثير من الخدوش تملأ وجهها، مما جعلها تنظر إليها بقلق قبل أن تبدأ البكاء حتى حضرت إحدى المدرسات لتهدئتها.

بينما كانت تجلس على مقعدها تقول آية لـ"العربي الجديد": اشتقت إلى المدرسة لكي أشاهد صديقاتي وألعب معهن، واليوم كنت حزينة عندما لم أشاهد زميلاتي من الصف الرابع والخامس يدخلن صفوفهن الجديدة لأنهن استشهدن".

أصبحت آية تحب المدرسة أكثر من الإجازات، فالعدوان الأخير حرم التلاميذ في إجازة صيف هذا العام من الاستمتاع بالخروج إلى البحر والمنتزهات كما في كل عام.

أما التلميذ أحمد كراز 11 عاماً في الصف الأول إعدادي فذهب إلى المدرسة، وهو محبط من الجو الخارجي أملاً أن يجد ما يروح عن نفسه داخل المدرسة، بعدما وعدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، الطلاب بإطلاق برنامج نفسي مع أول أيام الدراسة.

الطفلة إسراء ياغي (10 أعوام) ذهبت إلى المدرسة فرحة، وعادت إلى أمها تبكي بشدة رغم وجود مدرسات ومنشطين وحصص ترفيهية في أول يوم، وتقول والدة إسراء: "ابنتي وجدت بين صديقاتها من فقدت عمها أو خالها أو أختها، وهذا ما حجب عنها الفرحة في أول يوم بعدما كانت تتلهف للخروج إلى المدرسة في أول يوم مع الأطفال".

وعمل فريق مع المرشدين النفسيين داخل المدارس على جولة تفقدية في أول يوم لتفحص نفسيات الأطفال، وخلالها وضعت لائحة احتياجات نفسية للتلاميذ لتطبيقها في المدارس للتخفيف عنهم.

وتقول المرشدة النفسية آلاء صوان لـ"العربي الجديد": تتعدد الحالات النفسية عند التلاميذ في المدارس، فهم الآن في حالة فقدان للأمان وهذا يزيد من احتياجهم لبرامج نفسية تزيد من تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وبرامج ترفيهية تكسر عندهم حاجز الخوف".

وتشير صوان إلى أن تلك البرامج النفسية تحتاج أربعة شهور على الأقل، على أن تخصص ثلاث حصص كل أسبوع لإنجاح البرنامج.

من جهته قال وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للشؤون الإدارية والمالية أنور البرعاوي لـ"العربي الجديد": وضعنا خططًا من أجل التهيئة للبدء بعام دراسي ناجح قدر الإمكان وفقًا للظروف القائمة في قطاع غزة، وهذا يتطلب برامج عديدة بمساعدة المنظمات الدولية التي ترعى حقوق الأطفال".

وأشار البرعاوي إلى أن الخبراء والإدارات المختصَّة بالإرشاد والدعم النفسي في الوزارة و"الأونروا" أعدَّوا برامج للدعم النفسي ستتضمن تهيئة وتفريغا انفعاليا وفقًا لطبيعة المرحلة العمرية للطلبة، مبينًا أن الفصول المدرسية ستشهد اكتظاظًا في عدد الطلبة، وأن جميع المدارس التابعة للوكالة والحكومة على مستوى القطاع ستعمل خلال الفصل الأول بنظام الفترتين الصباحية والمسائية.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
الحرب حرمت طلاب غزة من امتحانات الثانوية العامة ودمرت العديد من المدارس، 20 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

بدأ نحو 50 ألف طالب وطالبة، اختبارات الثانوية العامة بمحافظات الضفة الغربية والمدارس الفلسطينية في الخارج، بينما حرمت الحرب طلاب غزة من الاختبارات
الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
مخيم جباليا يعاني من دمار واسع، 1 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت لجنة طوارئ البلديات، في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أن منطقة جباليا وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، أصبحتا "مناطق منكوبة"، نتيجة الحرب.
المساهمون