في الشوارع والمدارس، يجذبك مشهد الأطفال بالملابس التقليدية التي تضم الجبة والبرنس المطرز، كما عرفت الأزياء التقليدية ابتكارات وتصاميم خاصة، لكنها ظلت وفية لطابعها العربي الأصيل.
وحضر "السفساري" التونسي أيضا، وهو لحاف أبيض يغطي الجسم، و"مريول فضيلة" وهو قميص قطني مزين بالأزرق أو الأحمر، في حين لا تغيب الفوطة والبلوزة والسراويل المطرزة، والقمصان المزركشة، و"الملية" وهي قماش يشد بحزام في الوسط، ويختلف نوع القماش من محافظة إلى أخرى في هذه الاحتفالات.
في إحدى مدارس العاصمة تونس، علا صوت الموسيقى، وجلب أولياء التلاميذ أكلات تقليدية معهم ليحتفلوا باليوم الوطني للباس التقليدي، وكانت الفرحة تعم المكان، والصغار مستمتعون بيومهم وبلباس بلادهم، كما ارتدى المعلمون أيضا تصاميم مختلفة تشجيعا للتلاميذ على إحياء المناسبة الوطنية، خصوصا مع اقتراب العطلة المدرسية.
كانت حلا (6 سنوات) تتبختر بجبة حمراء، بعد أن وضعت العديد من الحلي، وزينت شعرها بقطعة قماش من نفس لون الفستان، وقالت لـ"العربي الجديد"، إنها "سعيدة بارتداء اللباس التقليدي، وبالحفلة التي أقامتها المدرسة، فقد أدخلت البهجة على نفوسنا". وأضافت صديقتها شهد أن "هذا اللباس كانت ترتديه والدتي عندما كانت في عمري، ونحتفظ به لأنه لباس الأجداد، وأنا سعيدة بارتداء هذا اللباس الجميل لنحتفل بعيده الوطني، والحفلة التي أقامتها المدرسة كانت مناسبة لإظهار الفرح".
أما ريان (10 سنوات) فارتدى جبة بيضاء وحذاء تقليديا يسمى "البلغة"، وقال إنّه كان ينتظر هذا الحفل المدرسي لارتدائها، وإن "الاحتفالات هذه السنة أعجبتني لأن المدرسة وفرت مشروبات وأكلات تقليدية، واستعانت بالموسيقى، مما جعل الأجواء تبعث على السعادة".
وشهدت العديد من محلات الألبسة التقليدية طيلة الأسبوع الأخير زحاما غير مسبوق، ونفد من بعضها الألبسة بسبب اهتمام التونسيين بهذه المناسبة، كما عرفت الأسواق التقليدية المختصة بالترويج لهذه الألبسة إقبالا ملفتا.