تكلفة الحرب على داعش لن تهز اقتصاد أبو ظبي

05 أكتوبر 2014
تخوفات من تضرر اقتصاد أبو ظبي من حرب داعش(أرشيف/getty)
+ الخط -
توقعت وكالة "ستاندرد آند بورز" ألّا تكون هناك آثار مادية مباشرة على إمارة أبو ظبي من مشاركة الإمارات عسكرياً ضد تنظيم "داعش" في سورية، ورجحت في بيان صحافي، أن تواصل قوات الأمن الإماراتية الحد بشكل كبير من قدرة الجماعات "المتطرفة" على العمل داخل البلاد.
واحتشدت قرابة 40 دولة، متنافرة سياسياً، في الحرب على تنظيم "داعش"، ومن ضمنها الامارات العربية المتحدة، وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية يوم 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، أن القوات الجوية للبلاد شنت أولى ضرباتها ضد أهداف داعش"، مشيرة إلى أن العملية جرت بالتنسيق مع القوات المشاركة في الجهود الدولية ضد التنظيم.
ودعا حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، نهاية سبتمبر/ ايلول الماضي، إلى محاربة "الإيديولوجيا" التي قام عليها تنظيم الدولة الإسلامية، معتبراً أن هزيمة هذا التنظيم غير ممكنة بالعمل العسكري فقط، وقال: "لا بد من مواجهة هذا الفكر الخبيث بفكر مستنير، منفتح، يقبل الآخر ويتعايش معه".
وحسب ما سربته وزارة الدفاع الأميركية فإن تكلفة الحرب على داعش تبلغ يومياً قرابة 5.7 ملايين دولار منذ بداية العمليات الجوية في العراق، وبلغ الإنفاق حتى الآن نحو 500 مليون دولار.
وأوضح الناطق باسم البنتاغون، ايليسا شميث، أن تكلفة الحرب على داعش في سورية والعراق ستصل سنوياً إلى قرابة 7.2 مليارات دولار.
وقالت الوكالة إن إمارة أبو ظبي تعد واحدة من أغنى الاقتصادات في العالم، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 102 ألف دولار في عام 2014، مشيرة إلى أن النمو الاقتصادي يدعمه ارتفاع إنتاج النفط، والإنفاق العام المرتفع، وتوسيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد، بما في ذلك الخدمات والصناعات التحويلية.
ويتراجع نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنحو 3٪ بسبب ارتفاع تدفق العمال الأجانب إلى الإمارة، وبحسب الوكالة فإن اقتصاد أبو ظبي الغني بالموارد، هو مقياس أفضل للرخاء ويمكن أن يخفف المخاطر المحتملة بشكل كبير، من حيث نمو الناتج المحلي الإجمالي في المتوسط 11% سنويا بين عامي 2007 و2013.
وتتوقع "ستاندرد آند بورز" أن تتراجع أسعار النفط إلى نحو 100 دولار للبرميل في 2016 من نحو 105 دولارات في 2014. ونتيجة لذلك، تقدر أن فائض الموازنة سيبلغ نحو 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2014- 2017، مما يساعد على تعزيز موقف صافي الأصول في الإمارة.
وعززت حكومة أبو ظبي الإشراف على ديون القطاع العام، بهدف تحقيق الاستدامة والوقاية من الإجهاد المالي في الشركات التابعة لها، وتبلغ ديون الشركات المرتبطة بحكومة الإمارة نحو 18% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014
وتتحمل الامارات أعباء مالية بسبب مشاركتها في الحرب على التنظيم، وستتحمل الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من الأعباء المالية الموجودة أصلاً ضمن موازنة عام 2014 والبالغة 80 مليار دولار ومخصصة للمخاطر التي تهدد الأمن القومي الأميركي وعمليات ما وراء البحار.
وقدّرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق استناداً إلى دراسة جديدة لتقارير كل مصادر الاستخبارات بين مايو/أيار وأغسطس/آب بأنه "يتراوح بين 20 ألفاً و31 ألف مقاتل"، في حين كانت التقديرات قبل أشهر تتراوح بين 10 آلاف و15 ألف مقاتل.
وأبقت "ستاندرد آند بورز" تصنيفها الائتماني لأبوظبي عند ( AA/A-1+ ) ونظرة مستقبلية مستقرة، الا أن خبراء اقتصاد قالوا إن إمارة أبو ظبي قد تتأثر من تبعات هذه الحرب مستقبلا.
المساهمون