وتختلف أسباب الغرق باختلاف المناطق، لكن أغلبها سببه عدم القدرة على السباحة، والظروف الجوية. وقال نزار إبراهيم (28 سنة) من بلدة ميدانكي بريف عفرين، إن "الشبان الذين غرقوا مؤخرا في بحيرة البلدة من مهجّري الغوطة الشرقية، وهم غير معتادين على حركة الماء، متجاهلين تحذيرات الأهالي لهم بعدم السباحة في البحيرة".
ويضيف إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، أن "السباحة في البحيرة متعبة، لأن مياهها لا تساعد على الطفو، ومن يسبح فيها يعاني من تقلبات حرارة المياه، حيث توجد مياه دافئة ومريحة، تتبعها مياه باردة قد تسبب تشنجا في عضلات الظهر والساقين"، مردفا "اعتدنا على السباحة فيها لأننا أبناء المنطقة، ووقعت حالات غرق سابقا، لكنها ليست مثل التي تحدث مؤخرا مع المهجرين والنازحين".
ومن بين الذين غرقوا في البحيرة مؤخرا محمد خير العيسى، ومصطفى وفهد قاقيش، وثلاثتهم من مهجري مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
وتتباين أسباب الغرق في نهر الفرات، كما يوضح محمد العبد الله لـ"العربي الجديد": "الفرات يبتلع العشرات كل عام، وفي كل الفصول، وهناك شبان لا يقدّرون حجم الخطر ويظنون أن مهارتهم في السباحة قد تحميهم من الغرق في النهر، وأخطر شيء يقوم به الشبان هو السباحة بشكل فردي، وأفضل وسيلة لتجنب الغرق هي السباحة مع مجموعة من الناس، حتى إذا وقع أحدهم في ورطة يكون بينهم من هو قادر على إنقاذه".
ويقول عامر أبو حمزة، الذي عمل كمنقذ على شواطئ مدينة جونيه في لبنان: "نهر الفرات بطبيعته بارد في الصيف، وعند قدوم الشبان والأطفال للسباحة لا يختارون الأوقات المناسبة، ويتجهون إلى الماء فورا من دون تمارين التحمية المعتادة للسباحة، ومع محاولات الغطس المتكررة والبقاء في الماء لفترة طويلة يتعرضون لتشنجات تحتاج إلى تعامل إسعافي، ويجهل من يحاول إنقاذهم هذه الأمور، مما يؤدي إلى تكرار الغرق".
ويضيف أبو حمزة لـ"العربي الجديد": "هناك أمر آخر يجب التنبيه عليه، وهو ضربة الشمس التي لا يدرك أعراضها ومخاطرها كثيرون. يشعر الشخص بارتفاع درجة الحرارة والتعرّق بسبب ضربة شمس، فيظن أن السباحة هي الحل الأمثل، لكن هذا يفاقم حالته، ويعرّضه للتشنج أو الإغماء، وفي حال تأخر المنقذ قد يفارق الحياة لعجزه عن الحركة والتنفس".
ويروي صبحي حلبي تجربة النجاة من الغرق، لـ"العربي الجديد"، قائلا: "كنا نعمل في أرض زراعية لنا، وعند ساعات الظهر كانت الحرارة عالية، فقررت أنا وأخي وصديقي التوجه إلى نهر الفرات للسباحة، علّنا نزيل عنا حر الصيف، فنزلنا بملابسنا، وكنت أرتدي بنطال العمل، وبعد دقائق بدأت أشعر بالتعب، وأني لا أستطيع الطفو، وتشنج فخذي وساقي".
ويذكر صبحي: "بدأت الصراخ طلبا للمساعدة، فانتشلني أخي وصديقي من الماء، وأحسست أن حياة ثانية وُهبت لي حينها، وأشك أنني قد أعود للسباحة في الفرات مرة أخرى".