تقنية جديدة لعلاج شلل الأرجل

يسعى الطب الحديث إلى تطوير طرق من شأنها أن تعيد الأمل للأشخاص الذين أصيبوا بشلل في الأرجل، وذلك عن طريق تقنية "واجهة الدماغ الحاسوبية" (Brain–computer interface)، والتي تعتبر من بين أبرز التقنيات التي يعول عليها الباحثون. 

وبفضل هذه التقنية، تمكّن Ian Burkhar - وهو شاب أميركي أصيب بالشلل الرباعي إثر تعرّضه لحادث- من استعادة بعض وظائفه الحركية، بعد أن أجريت له عملية زرع رقاقة إلكترونية في القشرة الحركية للدماغ. وتقوم هذه الرقاقة بتحليل الإشارات التي يصدرها الدماغ، ونقلها إلى حاسوب ليقوم بترجمة الإشارات وتحويلها إلى أوامر معينة للتحكم في الأطراف الاصطناعية.

وعلى الرغم من أن هذه التقنية أعادت الأمل للعديد من الأشخاص، إلا أنها ما زالت تحتاج إلى المزيد من التطوير، لأنها تعتبر غير مريحة للمريض بسبب وجود إلكترود يتم زرعه في الدماغ، وأسلاك تربط بين الإلكترود والحاسوب، بهدف ترجمة الإشارات وتحويلها إلى حركات.

كل هذه الأمور دفعت نحو تطوير طرق جديدة، حيث تمكن باحثون من جامعة "براون" في الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع باحثين آخرين من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا من تطوير تقنية جديدة تتيح ربط الدماغ بالعمود الفقري لاسلكياً. وسوف يتيح هذا الابتكار للأشخاص المشلولين استعادة وظائفهم الحركية في حالة تعرّض النخاع الشوكي للتلف.

وتمكن الباحثون من إعادة الحركة لقرد مصاب بالشلل عن طريق زرع شريحة إلكترونية تقوم بتوصيل المخ والأعصاب المتحكمة في حركة الأرجل عن طريق إشارات واي-فاي لاسلكية، حيث استعاد القرد الحركة بعد أسبوعين من تعرضه لإصابة على مستوى الحبل الشوكي.
وتعتبر إصابة الحبل الشوكي من بين الأسباب المباشرة التي تمنع نقل الإشارات من الدماغ إلى باقي أطراف الجسم، الأمر الذي يسبب الشلل. ويطمح الخبراء إلى أن تكون هذه التقنية متاحة خلال السنوات العشر القادمة لتجريبها على البشر.

وتعتمد هذه التقنية الجديدة على زرع شريحة إلكترونية في القشرة المخية، لقراءة النشاط الكهربائي المسؤول عن الحركة، ليتم بعد ذلك إرسال تلك الإشارات لاسكلياً إلى جهاز كمبيوتر مهمته ترجمة وفك شفرة الإشارات.

وفي المرحلة الأخيرة، تُرسل الإشارات مجدداً إلى مستشعر عصبي مزروع في نهاية الحبل الشوكي، حيث يقوم هذا المستشعر بتحفيز الأعصاب المسؤولة عن الحركة.