رأى معلقون إسرائيليون، ومنهم معلق الشؤون الدولية في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، نداف إيال، أن التصعيد الأخير مع إيران يدلّ على أن إسرائيل تدفع ثمن غياب أميركا عن المنطقة، وهو تحديدًا ما يمثّل التحدي الاستراتيجي.
وفي تغريدات كتبها اليوم الأحد على "تويتر"، قال إيال إن التصعيد الأخير كشف أن مفاعيل الغياب الأميركي أكثر خطورة، بالنسبة لدولة الاحتلال، من مظاهر التدخل الروسي في سورية.
ورأى أنه على الرغم من أن الغياب الأميركي عن المنطقة بدأ في عهد الرئيس باراك أوباما، فإنه أصبح أكثر تطرفا في عهد خلفه دونالد ترامب. وسخر قائلًا إنه "في الوقت الذي كانت فيه أنظار العالم تتجه لمنطقتنا، كان كل ما يعني الإدارة الأميركية التركيز على قضية قيام أحد مساعدي ترامب بالاعتداء على زوجته السابقة".
من ناحيته، قال ألون بن دافيد، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة، إن "إفساح الولايات المتحدة المجال أمام روسيا لتكون القوة صاحبة الكلمة الأخيرة في سورية هو الذي وفر البيئة المناسبة لإيران لتكون أكثر جرأة في استفزازها لإسرائيل".
وفي تعليق بثته القناة، الليلة الماضية، حذر بن دافيد من أن الغياب الأميركي يوسع هامش المناورة أمام روسيا، ويجعلها أقل اكتراثًا بالمصالح الإسرائيلية.
أما يهودا يفرحي، المعلق في صحيفة "ميكور ريشون"، فرأى أن الأحداث التي شهدتها الساحة الشمالية، بالأمس، تمثل فرصة أمام رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لإقناع ترامب بالتدخل العاجل، و"إبطال" تأثير الوجود الروسي في سورية.
وفي تغريدة كتبها اليوم على "تويتر"، رأى يفرحي أن الأحداث التي شهدها الشمال توفر مسوغات أمام واشنطن لتبرير إلغاء الاتفاق النووي، وتشكيل نظام عالمي جديد إثر ذلك.
إلى ذلك، حذر الجنرال إيلي بن رؤوفين، القائد الأسبق للجبهة الداخلية في جيش الاحتلال، من أن الساحة المدنية غير جاهزة لمواجهة تبعات حرب جديدة في الشمال. وفي مقابلة إجراها معه موقع "واللا"، شدد على وجوب إعداد العمق المدني الإسرائيلي، بحيث يكون أقل عرضة للإصابة في أية مواجهة كبرى مستقبلية.
من ناحيته، قال حامي شليف، المعلق في صحيفة "هآرتس"، إن أحدًا لم يلتفت إلى نتائج الهجمات التي شنتها إسرائيل بالأمس في عمق الأراضي السورية، في حين أن جميع وسائل الإعلام العالمية سلطت الضوء على ركام الطائرة الإسرائيلية التي تم إسقاطها في عمق الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف شليف، في تحليل نشرته الصحيفة اليوم، أن "الصور التي توثق تدمير الطائرة الإسرائيلية تذكر نتنياهو أن خللًا أثناء تنفيذ المهام العسكرية يمكن أن يفضي إلى تدمير المستقبل السياسي لرئيس الحكومة".
وشدد على أن الإيرانيين نجحوا في حرب الوعي من خلال صور ركام الطائرة، على الرغم من أن إسرائيل تمكنت من إلحاق ضرر كبير بمنظومة الدفاعات الجوية السورية.
إلى ذلك، قال النائب الأسبق لرئيس "الموساد" عميرام ليفين، والذي سبق أن قاد جيش الاحتلال في المنطقة الشمالية، إن التصعيد الذي حدث بالأمس لم ينته، وأن التهدئة الحالية تمثل "استراحة لبعض الوقت فقط". ونقل موقع "معاريف" اليوم عن ليفين قوله إن الحظ لعب لمصلحة إسرائيل، لأن الطيارين لم يقتلا أو يؤسرا، مشيرًا إلى أنه يتوجب استخلاص العبر مما حدث.
من ناحيته، قال أمنون لورد، المعلق في صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن ما حدث بالأمس يعد المرة الأولى التي تدفع فيها إسرائيل ثمنًا على غاراتها السابقة التي نفذتها لـ"منع حصول حزب الله على سلاح نوعي والحيلولة دون تمركز إيران في سورية".
وفي تحليل نشرته الصحيفة، شدد لورد على أنه قد تبين، بشكل لا يقبل التأويل، أن التحركات الدبلوماسية التي قامت بها القيادة الإسرائيلية، والتهديدات التي أطلقها وزير الحرب، أفيغدور ليبرمان، وقادة الجيش، إلى جانب العدد الكبير من العمليات التي نفذتها إسرائيل في عمق سورية، لم تفض إلى ردع إيران.
وحذّر المعلّق ذاته من إمكانية أن تكون التهديدات الإسرائيلية، التي وصلت إلى مستويات عليا، قد أفضت إلى نتائج عكسية، محذرًا من أنها ربّما تكون قد تسببت في دفع الإيرانيين للتدليل على أنهم غير آبهين بها. وأوضح أن الاستنتاج الذي يتوجب الولوج إليه يتمثل في أن التهديد المتمثل في نية إيران بناء مصانع الصواريخ الدقيقة في لبنان لن يتم إحباطه بالعمل الدبلوماسي، مشددًا على وجوب أن تتحرك إسرائيل لتصفية هذه المخاطر بعمل عسكري.