أعلن "جيش العزة" التابع للمعارضة السورية، اليوم السبت، مقتل وجرح أكثر من 150 عنصراً من النظام السوري وحزب الله، في المعارك الدائرة بريف حماة الشمالي، في وقت تصدّى "الجيش الحر" لهجومٍ عنيف شنّته قوات النظام السوري على عدّة محاور في منطقة درعا البلد بمحافظة درعا، في حين قتل ثلاثة أشخاص وأُصيب عشرة آخرون، جراء انفجار سيارة مفخّخة في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي.
وأوضح "الجيش" في منشور له على موقعه الرسمي في "تويتر" أن قوات النظام ومليشيا "حزب الله" كانوا يحاولون التقدّم في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في قرية معرزاف في الريف الشمالي، فقامت قواته باستهدافهم بصاروخ تاو ما أدّى لمقتل وإصابة معظمهم".
ونشر "جيش العزة" مقطع فيديو مفصّلاً لتنفيذ العملية، ويظهر تجمّعاً كبيراً لقوات النظام والمليشيات الموالية له، في أحد المزارع المكشوفة للمعارضة، والتي قامت باستهدافهم بالصاروخ بشكلٍ مباشر، ما أدّى إلى تطاير عدد كبير من الجثث، ومحاولة البقية الهروب نحو الأراضي الزراعية.
ويُعتبر "جيش العزة" من الفصائل الرئيسية التي شاركت في معركة "وقل اعملوا" في ريف حماة الشمالي، والتي جاءت مرحلتها الثانية تحت مسمّى "في سبيل الله نمضي".
في سياق متصل، قال "جيش النصر"، وهو من أبرز فصائل "الجيش السوري الحر" المشاركة في المعارك، إن مقاتليه "دمروا دبابة T72 لعصابات الأسد في قمحانة بريف حماة الشمالي بصاروخ موجه مضاد للدروع من نوع تاو".
وتعتبر بلدة قمحانة التي تقع شمالي مدينة حماة بأقل من ستة كيلومترات، إحدى أهم البلدات التي تسعى الفصائل العسكرية التي تقاتل قوات النظام إلى السيطرة عليها، باعتبارها خزاناً بشرياً مهماً، لمليشياتٍ تساند قوات النظام السوري في معاركه مع المعارضة بالريف الشمالي.
وتشن الطائرات الحربية منذ صباح اليوم غاراتٍ كثيفة في المواقع التي تقدمت إليها المعارضة السورية المسلحة منذ أيام، إذ استهدفت الغارات هذا اليوم بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بلدات وقرى "بلحسين وعقرب وخطاب واللطامنة وطيبة الإمام وحصرايا ومناطق أخرى في هذا الريف"، وأشار ذات المصدر إلى تواصل "الاشتباكات العنيفة في محور قريتي معرزاف وكوكب بريف حماة الشمالي".
من جهتها نقلت وكالة أنباء النظام "سانا"، عن مصدر عسكري، "إعادة الأمن والاستقرار" إلى بلدة كوكب بريف حماة الشمالي، والتي كانت قد سيطرت عليها المعارضة السورية المسلحة قبل أيام.
وكانت عدة فصائل عسكرية أبرزها "حركة أحرار الشام"، و"جيش النصر، وفيلق الشام، و"أجناد الشام"، قد أطلقت، أمس الجمعة، معركة "صدى الشام"، لزيادة الضغط على قوات النظام السورية بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بعد أربعة أيام من إطلاق فصائل بالمعارضة السورية و"هيئة تحرير الشام" معارك حققت تقدماً سريعاً في مناطق سيطرة النظام بريف حماة الشمالي.
وبعد خسارة النظام السوري عشرات القرى والنقاط التي كانت خاضعة له بريف حماة الشمالي، باتت فصائل المعارضة السورية المسلحة، على بعد كيلومترات قليلة من أطراف مدينة حماة، لكن وصول القوات المهاجمة إلى هذه المدينة يتطلب سيطرتها بداية على أهم معقلين لقوات النظام السوري على تخوم حماة، وهما: المطار العسكري، وجبل زين العابدين الذي يحوي مرابض مدفعية ثقيلة، وتعزيزات عسكرية كبيرة.
وفي درعا جنوب البلاد، تصدّى "الجيش السوري الحر" لهجومٍ عنيف شنّته قوات النظام السوري على عدّة محاور في منطقة "درعا البلد" بمحافظة درعا جنوب البلاد.
وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ"العربي الجديد" "إن قوات النظام حشدت عدداً كبيراً من عناصرها المدجّجين بأسلحة ثقيلة ومدرّعات هاجمت مواقع تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلّحة في حي المنشية، في محاولة لاسترداد النقاط التي خسرتها سابقاً".
وأضاف المسالمة أن الهجوم تزامن مع قيام مروحيات النظام بإلقاء براميل متفجّرة على أحياء درعا البلد، فيما شنّت طائرات النظام الحربية سلسلة غاراتٍ جوية على المناطق ذاتها، موضحةً أنه سقط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين جراء القصف.
وكانت قوات النظام قد شنّت عدّة عمليات في محاولة منها لاسترجاع النقاط التي خسرتها دون أن تتمكّن من تحقيق أي مكاسب ميدانية.
ضحايا بتفجير مفخخة بحلب
في غضون ذلك، قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب عشرة آخرون، جراء انفجار سيارة مفخّخة في مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، وقال "مركز أعزاز الإعلامي": "إن الانفجار وقع غربي مدينة اعزاز بالقرب من الحديقة العامة عند الدوار الكبير في قلب المدينة".
وذكرت مصادر محلّية لـ"العربي الجديد" أن عدد القتلى هو حصيلة أولية، ومرشّح للارتفاع بسبب استمرار أعمال انتشار الضحايا ووجود إصابات خطيرة في صفوف المدنيين المصابين.
وكانت مدينة اعزاز قد شهدت عدّة انفجارات مماثلة بسياراتٍ مفخّخة ضربت المدينة سابقاً، دون أن يتّضح سبب التفجيرات أو الجهة التي تقف خلفها، وسط توجيه أصابع الاتهامات لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتقع أعزاز في أقصى ريف حلب الشمالي، بالقرب من معبر "باب السلامة" الحدودي بين سورية وتركيا.