تفجير بيروت: هزّة عارضة للمستثمرين

13 يونيو 2016
وزير السياحة اللبناني وصف عبوة المصرف بـ "الخضة"(حسين بيضون)
+ الخط -

انطلقت ورشة تأهيل المقر الرئيسي لـ "بنك لبنان والمهجر" اللبناني، بعد ساعات قليلة على استهدافه بعبوة عند موعد الإفطار، أول من أمس، ما يعكس حالة الاطمئنان في الأوساط الاقتصادية وسرعة التعافي من "خضة التفجير المحدود"، حسب مستثمرين لـ "العربي الجديد".
وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية اللبنانية، جان بيروتي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، عدم إلغاء أي من حجوزات الفنادق والمطاعم بسبب العبوة".
وشدد بيروتي على "محدودية حجم العبوة وآثارها والرسالة التي تحملها"، كما نفي "أي طابع إرهابي للعملية".

وقال إن "الرسالة التي حملتها العبوة كانت أصغر من محاولة تفجير تستهدف أشخاصاً أو قطاعات في لبنان".

وأجمعت تصريحات الأمنيين والسياسيين على أن التفجير خارج سياق الأعمال "الإرهابية التقليدية" التي شهدها لبنان في فترات سابقة، ما وجه الأنظار نحو الخلاف الحاد الناشب بين "حزب الله" والمصارف اللبنانية على خلفية تطبيق العقوبات المالية الأميركية ضده.

واعتبر عميد الصناعيين اللبنانيين، جاك صراف، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن "استيعاب مالك بنك لبنان والمهجر، سعد الأزهري، للموقف وتعامله مع موضوع العبوة ضمن حجمه المقبول يظهر متانة الأسواق المالية في لبنان، وهي متانة تدعم القطاعات الاستثمارية".



وأكد صراف، أن "حجم التناول الإعلامي لموضوع العبوة كان أكبر من أثرها الفعلي على واحد من أكبر وأهم المصارف اللبنانية في البلد". وأوضح أن "القطاعات الاستثمارية في لبنان لن تتأثر بهذا العمل، حيث قاومت كل محاولات تهجير رؤوس الأموال وستستمر في هذه المقاومة".

وباشرت إدارات بعض المصارف اللبنانية، أمس، فرض إجراءات أمنية خاصة بمقراتها الرئيسية والفرعية في اليوم التالي للتفجير. ونالت المقرات الرئيسية لهذه المصارف الحصة الأكبر من الإجراءات، إذ تم منع ركن السيارات بالقرب منها، كما شملت تفتيش الموظفين وأغراضهم، لدى دخولهم وخروجهم.

ووصف وزير السياحة اللبناني، ميشال فرعون، عبوة المصرف بـ "الخضة"، مؤكداً أن "الثقة كبيرة بالأجهزة الأمنية التي تمكنت خلال السنتين الماضيتين من تأمين الاستقرار الأمني المطلوب من أجل تحريك وتنشيط السياحة في لبنان، منذ بدء تطبيق الخطة الأمنية في مارس/آذار 2014". وقال فرعون خلال إعلان افتتاح مهرجانات سياحية في منطقة اهمج الجبيلية، أمس الإثنين، إن "تسويق هذا الصيف سياحياً لا يزال ممكناً في لبنان".

وأشار نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، لـ "العربي الجديد"، إلى أن لبنان يشهد حالياً مرحلة ركود سياحي "بسبب شهر رمضان الذي يشهد حركة أقل من باقي أشهر السنة".
وأبدى الأشقر تفاؤلاً بمواسم الأعياد المقبلة "خصوصاً أن عبوة بنك لبنان والمهجر كانت غير قاتلة ما يخفف من أثرها على القطاع السياحي".

وتوقع الأشقر وفود سياح مصريين وأردنيين وسوريين وعراقيين إلى لبنان خلال عيد الفطر، "مع التمني بعودة السياح الخليجيين عموماً والسعوديين خصوصاً، لأنهم أصحاب القدرة الإنفاقية الأكبر والأطول إقامة بين السياح العرب".

وأكد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، محمد شقير، أنه "لا مصلحة لأحد في استهداف القطاع المصرفي الذي يقوم عليه القطاعين العام والخاص في لبنان". وقال شقير إن "الوضع الأمني الممسوك منذ عامين وحتى اليوم ساهم في تعزيز فرص الاستثمار في لبنان"، مشيراً إلى أن "القطاع المصرفي القوي لن يتأثر بهذه العبوة".



المساهمون