تتصاعد حدّة الأزمة بين مكونات محافظة كركوك (شمال العراق)، بعد قرار مجلس محافظتها ذات الأغلبية الكردية، بشمول المحافظة في استفتاء الانفصال، المقرر إجراؤه في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
وأكّد عضو البرلمان العراقي عن محافظة كركوك، خالد المفرجي، اليوم السبت، خلال تصريح صحافي، أنّ القوى السياسية العربية بصدد تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، بشأن تفرد الأكراد بالقرار في المحافظة، واستمرار نهجهم الإقصائي. ولفت إلى أن الوضع في كركوك خطر للغاية، ولا يتحمل التأخير بعد قرار المحافظ نجم الدين كريم، والأكراد في مجلس المحافظة، بشمول كركوك باستفتاء تقرير المصير.
كما أشار إلى أن ممثلي العرب في المحافظة يعتزمون اللجوء إلى الأمم المتحدة، لوقف السياسات الإقصائية بحق المكونين العربي والتركماني، مطالباً الحكومة باتخاذ موقف أكثر وضوحاً تجاه محافظ كركوك، لا سيما بعد قرار القضاء بإنزال العلم الكردي، واتخاذ موقف جدي من ضم المحافظة إلى إقليم كردستان بشكل فردي.
وفي السياق، قال عضو "تحالف القوى"، محمد عبدالله، إن "أزمة كركوك لا يمكن أن تحل إلا من خلال المظلة الدولية"، مضيفاً أن الأكراد كشفوا عن مخططهم لضم المحافظة إلى إقليم كردستان.
وحذّر عبدالله، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، من حدوث صدام بين مكونات المحافظة، على خلفية الخلاف بين القوى السياسية، مبيناً أن المحافظة تواجه مصيراً مجهولاً لا يمكن التنبؤ به.
من جهته، قال عضو البرلمان العراقي السابق عن المكون التركماني، فوزي أكرم ترزي، خلال مقابلة متلفزة، إنّ الأكراد يريدون ضم كركوك إلى أقليم كردستان بالإكراه، مشيراً إلى أن "التركمان لديهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم، وسبق أن خاضوا مواجهات شرسة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي".
وأضاف ترزي "لن نتخلى عن كركوك حتى لو بقي تركماني واحد"، رافضاً تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، التي لوح فيها بالاستعداد للقتال دفاعاً عن كركوك.
وكان البارزاني، قد صرّح الخميس الماضي، أن الإقليم يصر على اشتراك كركوك باستفتاء الانفصال، مؤكداً أن هوية كركوك كردستانية، وأن الشعب الكردي مستعد للموت في سبيل الدفاع عنها، بحسب قوله.
وقرر مجلس محافظة كركوك ذات الغالبية الكردية، ومحافظ كركوك الذي ينتمي إلى "الاتحاد الوطني الكردستاني"، الشهر الماضي، شمول كركوك باستفتاء الانفصال المقرر إجراؤه في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، ما أثار ردود فعل محلية وإقليمية رافضة، وتحذيرات من سلخ كركوك من الجسد العراقي، والاقتتال بين المكونات.