تفاصيل خطة ليبرمان لـ"إصلاح منظومة القوة العسكرية" للاحتلال

08 يناير 2018
ليبرمان يعول على سلاح المشاة (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
تدل كل المؤشرات على أن المخاوف من تبعات انفجار مواجهة على الجبهة الشمالية تدفع الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل متسارع، لإحداث تغييرات دراماتيكية على منظومة بناء القوة العسكرية في الجيش. ونظراً لخطورة السيناريوهات التي تقدمها أوساط التقدير الاستراتيجي في تل أبيب بشأن نتائج أية مواجهة مستقبلية مع حزب الله، فإن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يعكف حالياً على خطة جديدة تقوم على إعادة النظر في سلم أولويات بناء القوة، يتم ضمنها بشكل أساس تعزيز سلاح المشاة وبناء قوة صاروخية فاعلة لمواجهة هذه السيناريوهات.
وقد كشف معلق الشؤون العسكرية بن كاسبيت أن الخطة التي أعدها ليبرمان لإصلاح منظومة بناء القوة العسكرية، والتي تمنح أولوية للاهتمام بسلاح المشاة والصواريخ، تستند إلى رؤية إسرائيل للتحديات الإقليمية المستقبلية.


وفي تقرير موسع نشره موقع صحيفة "معاريف"، أمس الأحد، أشار بن كاسبيت إلى أن ليبرمان بات ينطلق من افتراض مفاده بأن المواجهة المقبلة على الجبهة الشمالية لن تشمل فقط حزب الله بل ستضم أيضاً الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية العاملة في سورية بالإضافة إلى جيش بشار الأسد، ما يستدعي التحوط لهذا السيناريو بشكل مناسب.
ونوه بن كاسبيت إلى أن ليبرمان قرر أن يكون 2018 هو العام الذي سيشهد تطوير سلاح المشاة ومنظومة القوة الصاروخية بشكل جذري، إلى جانب إدخال التغييرات اللازمة على أنماط توظيف هذين السلاحين بما يتناسب مع التحديات الأمنية والإقليمية. وحسب بن كاسبيت، فقد أعد ليبرمان خطته هذه في أعقاب سلسلة من اللقاءات مع عدد من الجنرالات المتقاعدين، من بينهم رؤساء أركان وقادة مناطق وأسلحة في الجيش الإسرائيلي.


وأشار بن كاسبيت إلى أن ليبرمان استنتج من لقاءاته مع هؤلاء الجنرالات أن سلاح المشاة وقدرات إسرائيل الصاروخية في الوقت الحالي غير مؤهلة لمواجهة التحديات على الجبهة الشمالية، منوهاً إلى أن ليبرمان بات معنياً بأن يتم تطوير سلاح المشاة بنفس الوتيرة التي تم فيها تطوير الاستخبارات وسلاح البحرية وقطاع السايبر. وأوضح أن ليبرمان يصر على أن سلاح المشاة يجب أن يؤدي دور "رأس الحربة" في أية مواجهة عسكرية مقبلة، لا سيما على الجبهة الشمالية، منوهاً إلى أنه بدون العمليات البرية التي ينفذها سلاح المشاة لن يتم كسب الحروب المقبلة. ويتضح من تقرير بن كاسبيت أن ليبرمان لا يثق بأن خطة "جدعون" بشأن إعادة بناء منظومة القوة في الجيش التي بلورها وأشرف على تنفيذها رئيس هيئة أركان الجيش الحالي جادي إيزنكوت قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية. كما لفت إلى أن ليبرمان معنيّ بأن يتم تعيين القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش روني نويما قائداً لسلاح المشاة بسبب خبراته القتالية ضمن ألوية الصفوة ووحدات النخبة التي تمثل نواة سلاح المشاة، لكي يتولى بشكل شخصي تطبيق الإصلاحات التي تتضمنها خطة وزير الحرب.

ويتضح أن خطة ليبرمان معنية بتقديم مغريات للضباط والجنود الذين يؤدون الخدمة الإجبارية في ألوية الصفوة والوحدات الخاصة في سلاح المشاة بحيث يواصلون الخدمة بعد انتهاء مدة الخدمة الإجبارية التي تمتد لثلاث سنوات. ونوه بن كاسبيت إلى أن ليبرمان معني أيضاً بتعزيز القدرات الصاروخية لإسرائيل، منوهاً إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي لا يرى أي مسوغ لعدم توظيف تل أبيب قدراتها التقنية في مجال إنتاج الصواريخ في بناء قوة صاروخية كبيرة ومؤثرة. ويرى ليبرمان أن الاستثمار في بناء القوة الصاروخية يقلّص الحاجة لاستخدام سلاح الجو في تنفيذ الغارات التي تستهدف إمدادات السلاح المتجهة لحزب الله في لبنان، على اعتبار أن هذه الغارات تنطوي على مخاطر كبيرة تتمثل في إمكانية إسقاط هذه الطائرات ووقوع الطيارين أسرى لدى "العدو". وأوضح أن التطبيق الأول لبنود خطة ليبرمان تمثل في القرار الذي اتخذه الخميس الماضي بتخصيص موازنة لشراء صواريخ من طراز "لورا"، التي تنتجها الصناعات العسكرية الإسرائيلية، والتي يتراوح حجم الرأس التفجيري فيها من 15 إلى 750 كيلوغراماً. وحسب ليبرمان، فإنه يتوجب استخدام الصواريخ في مهاجمة أهداف في سورية ولبنان ودول عربية أخرى مجاورة في حال كان الأمر ضرورياً.

 يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقدم قبل ثلاثة أعوام على تطبيق خطة "جدعون" الخماسية التي أعدها إيزنكوت، والتي تضمنت تحولات على نظام بناء القوة العسكرية، إذ شملت بشكل خاص دمج سلاح المشاة مع "شعبة التكنولوجيا والمتطلبات اللوجستية" بهدف إضفاء مرونة على استخدام القوة خلال الحروب والمواجهات.