استمع إلى الملخص
- قدمت بريطانيا مشروع قرار لوقف الأعمال العدائية في السودان، لكن روسيا اعترضت عليه، معتبرة أنه لا يحدد المسؤوليات بوضوح، مما أثار انتقادات من الولايات المتحدة وبريطانيا.
- التقى رئيس مجلس السيادة السوداني مع المبعوث الأميركي لبحث سبل إيقاف الحرب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وسط حرب مستمرة منذ إبريل 2023.
رحبت حكومة السودان باستخدام روسيا حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار بريطاني بشأن الحرب الدائرة في البلاد، ورأت أن القرار كان "يفرض الوصاية على الشعوب ويخدم أجندة بعض القوى". وقالت وزارة الخارجية السودانية، مساء أمس الاثنين، في بيان: "ترحب حكومة السودان باستخدام روسيا لحق النقض بمجلس الأمن في مواجهة مشروع القرار البريطاني بشأن السودان".
وأشادت الخارجية بالموقف الروسي الذي قالت إنه "جاء تعبيراً عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية"، وأعربت عن "أمل الحكومة السودانية في أن تضع هذه السابقة التاريخية حداً لنهج استخدام منبر مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعوب ولخدمة الأجندة الضيقة لبعض القوى، مع تغييب الشفافية والديمقراطية وتكريس ازدواجية المعايير، ما يضعف دور المجلس في إرساء السلم والأمن الدوليين".
وقدمت بريطانيا، مساء الاثنين، مشروع قرار بشأن الحرب في السودان إلى مجلس الأمن يدعو لوقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ إبريل/ نيسان 2023، دون تحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذ ذلك. وحصل المشروع على موافقة 14 عضواً من أصل 15، وعارضته روسيا أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس.
وقال دميتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا الدائم بالأمم المتحدة عن سبب رفض بلاده تمرير القرار إن "روسيا متفقة مع أعضاء مجلس الأمن على ضرورة إيجاد حل عاجل للوضع في السودان، لكن مشروع القرار لا يحدد المسؤول عن قضايا مثل حماية المدنيين والحدود، ومن يجب أن يتخذ قرار دعوة قوات أجنبية إلى البلاد ومع من يجب أن يتعاون مسؤولو الأمم المتحدة لمعالجة المشاكل القائمة"، لافتاً إلى أن بريطانيا تجنبت الإشارة صراحة إلى الحكومة السودانية الشرعية وهو "أمر غير مقبول"، وأضاف: "ليس لدينا شك في أن حكومة السودان فقط هي التي يجب أن تقوم بهذا الدور، لكن بريطانيا تحاول سلبها هذا الحق".
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عقب التصويت على مشروع القرار "لقد حال بلد دون صدور موقف موحد للمجلس. المعطل هو بلد واحد"، وتابع "بلد واحد هو عدو السلام. هذا الفيتو الروسي مشين ويظهر مجدداً للعالم الوجه الحقيقي لروسيا". أما سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد فاعتبرت أن "روسيا تشدّد على أنها تؤيد الأفارقة وتقف إلى جانبهم، لكنها تصوت ضد قرار يدعمه الأفارقة ويصب في صالح الأفارقة"، معتبرة أن معارضة روسيا "غير مقبولة" لتدابير "إنقاذ الأرواح".
البرهان يلتقي المبعوث الأميركي
وفي السودان، بحث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الاثنين، مع المبعوث الأميركي توم بيرييلو كيفية إيقاف الحرب في السودان وسبل إيصال مساعدات إنسانية، وفق بيان أصدره مجلس السيادة ونقل فيه عن سفير السودان بواشنطن محمد عبدالله قوله إن اللقاء "كان مطولاً وشاملاً وصريحاً، تناول كل ما يدور بشأن الأزمة الراهنة خاصة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواطنين جراء الاستهداف الممنهج لمليشيا التمرد (قوات الدعم السريع) في بحق المدنيين".
وأضاف البيان أنه "تم الحديث حول خارطة الطريق وكيفية إيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الاجتماعي، فضلاً عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب"، مشيراً إلى أن "المبعوث الأميركي قدم مقترحات في هذا الصدد (دون تفصيل) ووافق عليها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان".
وأكد عبدالله أن "الحكومة السودانية أوفت بكل الالتزامات التي قطعتها بشأن فتح المعابر والمطارات من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وانفتاحها نحو كل يساعد لإيصال المساعدات للمحتاجين"، ووفق المسؤول السوداني، أكد البرهان "عدم موافقة حكومة السودان على استغلال معبر أدري (الحدودي مع تشاد الجارة الغربية) لتوصيل السلاح للتمرد (الدعم السريع)"، وكان السودان أعلن الأربعاء الماضي تمديد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لإيصال المساعدات الإنسانية.
من جهته، قال بيريليو إن زيارته للسودان "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني مثلما كان يحدث دائما خلال العقود الماضية"، وأكد وفق بيان مجلس السيادة أن بلاده "ستظل تعمل مع السودان لضمان حصول أي شخص على المساعدات اللازمة من دواء وغذاء وماء بكرامة"، مضيفاً: "نتشارك الطموح من أجل أن تنتهي هذه الحرب حتى تقف الفظائع والانتهاكات التي شاهدناها مؤخراً في الجزيرة وغيرها". وتستغرق زيارة برييليو يوماً واحداً وهي الأولى منذ تعيينه في 26 فبراير/ شباط الماضي مبعوثاً خاصاً للسودان.
ويشهد السودان منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 حرباً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
(الأناضول، فرانس برس)