تفاصيل حياتنا بين جلد منفوخ وأقدام لاعبين

20 اغسطس 2014
الساحرة المستديرة المعشوقة الأولى في العالم (Getty)
+ الخط -

جلد مملوء بالهواء و 11 شخصاً يلاحقونها ويطلبون ودّها .. ننتظر لأجلها الأيام والأسابيع والأشهر، ونحسب معها الساعات والدقائق والثواني أخذت عقولنا وشغلت فكرنا وسرقت أوقاتنا وحتى أحيانا كثيرة فرقت بيننا وبين أحبتنا .. إذا شاهدنا ذاك اليوم مباراة فرحنا وإذا غابت ليوم واحد أحسسنا بنقص.

كرة القدم أصبحت لنا حياة لا نقوى على تركها، وأصبحت لنا غذاءً بقراءة صفحاتها، وأصبحت متعة يومنا إذا تناقشنا في أمورها .. لا ندري كيف أحببناها ولماذا أحببناها، لكن الأكيد أننا عشقناها ولا ندري متى يأتي ذلك اليوم الذي ننتهي فيه منها ومن متابعتها ومن كل شيء له صلة بها .. وأظنه لن يأتي قريبا وسيطول كثيرا.

كرة القدم اللعبة الأكثر انتشاراً في العالم .. مهما حاولت الرياضات الأخرى مقارعتها مهما حاولت ستفشل .. سهلة في قوانينها وبسيطة في قواعدها، و هذا أبرز ما ميزها عن غيرها ولهذا دخلت قلوبنا وقلوب الجميع، مهما حاولوا وحاولوا ستبقى هي الأجمل في نظر الشعوب .. يشاهدها كبير السن أو صغير السن لأول مرّة وماهي إلا لحظات ويعرف طريقة لعبها وقوانينها وكيف تُحسب نتائجها لسهولتها وبساطتها فلهذا دخلت قلوبنا وأحببناها.

مع بداية الأسبوع الفائت بدأت عجلة دوريات أوروبا وحتى بعض دورياتنا المحلية بالدوران من جديد .. معها بدأت تدب الحياة في نفوسنا وفي كل أوساط الشارع الرياضي .. الصحف بدأت لها حياتها ومبيعاتها، البرامج بدأت لها حياتها ومشاهداتها، مواقع التواصل الاجتماعي بدأت لها حياتها وإثارتها .. كرة القدم أصبحت روتيناً يومياً للكثير.

كرة القدم أصبحت تمثل جزءاً كبيراً من حياتنا .. لكنّ البعض أخرجها من قالبها الذي من المفترض أنّ تكون عليه .. فكرة القدم تصبح جميلة جدا إذا آمنا أنها ليست سوى لعبة نستمتع بها وبلحظاتها المثيرة وبدقائقها الحزينة والسعيدة .. وليست لعبة تكون مدعاةً للهموم والغموم والأمراض، نتشاجر مع أحبابنا لأجلها، نتخاصم مع أهلنا بسببها، والأهم من ذلك أنها أصبحت تُذهب حسناتنا وصالح أعمالنا من جرائها .. وفي النهاية هي لعبة وُجدت لأجل استمتاع بها لا أكثر.

لنجعل روحنا رياضية .. أظن أنها عبارة باتت مستهلكة وعكس ما نرى في واقعنا تماما، فأيّ جلدٍ منفوخ هذا جعلناه يتحكم بمشاعرنا وأحاسيسنا ومجرى حياتنا اليومية، فأيّ جلدٍ منفوخ هذا جعلناه يتحكم في مقدار أخلاقنا وقيمنا وتربيتنا .. لنشجع كيفما نريد لكنّ في حدود لا نتجاوزها قبل كل شيء بناءً على دين صحيح سليم هذبنا وعلمنا على حسن الخلق.

بدأ الموسم الرياضي الجديد والكل يتطلع فيه ليرى من يحب في أفضل حلة .. لنتحكم بأنفسنا فيه، لنفرح فيه بأدب ، لنحزن فيه بأدب ، لننتقد فيه بأدب ، لنعيش معه إثارته بما يلزم بأدب .. لا أدري هل أنا مثالي جدا وأنا أكتب الآن وسيقول لي البعض لماذا تدّعيها؟ لكني هكذا على سجيتي .. لا أدري لماذا كتبت هكذا مقال لكنّ قلمي جرني لهذه الحروف بدون تهيئة سابقة لها، فأظن أنّ كلمات مقالي هذا بدت لي بدون ترتيب فأعذروني على سوء تنسيقها .. ما أعرفه أنّي أحب كرة القدم وأحب تفاصيلها والقراءة فيها وأحب نقاشات متابعيها لكنّها اليوم ليست كما أحببت سابقا .. فأعذرني مرّة أخرى يا قارئ مقالتي على حروف مبعثرة بدت لي ولكم كتبتها لأجل عشقي لكرة القدم.

لمتابعة الكاتب
https://twitter.com/ITALY_00

المساهمون