تفاؤل استثماري بتسوية الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين

23 مايو 2018
انحسار مخاوف المستثمرين وسط تفاهم بين بكين وواشنطن ,(Getty)
+ الخط -
تسود حالة من التفاؤل في أوساط المستثمرين حول آفاق حل النزاع التجاري بين بكين وواشنطن في أعقاب البيان المشترك الذي صدر مساء السبت عن فريق المشاورات الصينية الأميركية.
وفي دليل على أن السحب السوداء التي كانت تهدد بنشوب حرب تجارية قد انقشعت أخيراً، التحسن الذي شهدته أسواق الأسهم الأميركية التي أغلقت مرتفعة بقوة يوم الإثنين، حيث عاد مؤشر داو جونز إلى فوق 25000 لأول مرة في شهرين، وارتفعت أيضاً أسهم الشركات الكبرى، بفضل تخفيف التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

وقفز مؤشر داو جونز 1.21% ليصل إلى 25,013.29، فيما ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، 0.74%، ليصل إلى 2,733.01 ، بينما زاد ناسداك 0.54% ليصل إلى 7394.04 نقطة.

وأصدرت الصين والولايات المتحدة بياناً مشتركاً يوم السبت، حول مشاوراتهما الاقتصادية والتجارية، وتعهدا بعدم التورط بحرب تجارية ضد بضعهما البعض. وقال محللون إن البيان قد أراح المستثمرين وأزال قلق التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وخلال جلسات الأرباح، أشارت العديد من الشركات إلى أن التوترات التجارية تمثل أكبر حالة من حالات عدم يقين في عام 2018، لذلك، فإن أي خبر حول تخفيف حدة التوترات كان أمراً طيباً للمستثمرين.

وفي الأسبوع الماضي، تسبب قلق المستثمرين إزاء التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، في خسائر أسبوعية لجميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة في السوق الأميركية.

وأضاف محللون أن السوق ستركز أكثر الآن على الأساسيات، بعد زوال قلق التوترات التجارية. وسينصب اهتمام المستثمرين الآن على الخطوة القادمة لبنك الاحتياط الفدرالي "المركزي الأميركي"، في تحديد مقدار وموعد رفع معدل الفائدة.

وفي ذات التوجه الإيجابي لحل الخلاف التجاري بين الصين وأميركا، قالت وزارة المالية الصينية أمس الثلاثاء، إن الصين ستخفض الرسوم المفروضة على واردات السيارات ومكوناتها اعتباراً من الأول من يوليو/تموز، في إطار جهودها الرامية لفتح أسواقها بشكل أكبر وتحفيز عملية تطوير قطاع السيارات في البلاد.

وحسب رويترز ذكرت الوزارة، أنه من المقرر خفض الرسوم الجمركية على بعض السيارات إلى 15% من 20 أو 25 بالمئة حالياً، بينما ستُخفض رسوم استيراد بعض أجزاء السيارات إلى 6.0%.

وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلاً لتسوية النزاع التجاري بشكل كامل، إلى أن حدوث انفتاح في السوق الصيني أمام تملك الأجانب لشركات بقطاع الخدمات المالية، وزيادة الصين لحجم الواردات الأميركية من المنتجات الزراعية والنفط الأميركي، تعد أحد مظاهر تخفيف التوتر التجاري. وسيساهم ذلك في خفض العجز التجاري الأميركي مع الصين.
وفي لندن قال السفير الصيني لدى بريطانيا، ليو شياو مينغ، يوم الإثنين، إن الاتفاقات التي تمت بين الصين والولايات المتحدة "قد بددت غيوماً داكنة" لـ"حرب تجارية"، مطالباً العالم بوقف شكوكه حول الصين.

وألقى ليو كلمة هامة في المجلس الآسيوي في لندن، بعنوان "الصين: دولة مسؤولة، وفرصة للجميع"، قال فيها إن نتيجة المشاورات التجارية الثنائية هي ما كان يرجوه كل من الشعبين الصيني والأميركي. وأضاف ليو، التفاهم هو ما تحتاجه العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وأوضح أن هذه النتيجة مفيدة لاستقرار ورخاء الاقتصاد والتجارة بالعالم، وتؤكد أهمية المثابرة والجهد في الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية صحية بين أكبر اقتصادين بالعالم.
وأشار إلى أن "هذه التوافقات الأخيرة قد أسهمت في تعليق مؤقت للخلافات التجارية. ولكن، من أجل أن نكبح ظهورها مرة أخرى، يتوجب تحديد جوهر القضية، ووصف العلاج الصحيح لها".

وطرح ليو عدة اقتراحات، كان أهمها، تعميق التعاون لتحقيق نتائج ثنائية أو مزدوجة المنفعة، بدلاً من عقلية الرابح والخاسر.

كما اقترح كذلك اتباع القواعد الدولية بدلاً من المحلية للتعامل مع الخلافات بين الدول، مضيفاً أن بلاده أحدثت تقدماً حقيقياً في حماية حقوق الملكية الفكرية.

وأوضح أن "الاتجاه الذي تسير عليه العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة سيكون له تأثير بعيد الأمد على التنمية والاستقرار في الصين وفي الولايات المتحدة وفي بقية العالم".
المساهمون