ويتضمّن القرار، المقرّر تطبيقه بشكل تدريجي، جميع المقاطع التي يظهر فيها هؤلاء الأمراء أو أي رموز تعود إليهم، كبرج المملكة في الرياض العائد إلى الوليد بن طلال الذي يظهر في كثير من الأغاني الوطنية رمزاً للمدينة. وكان البرج قد استُخدم في اليوم الوطني في السعودية وعُرضت عليه صور الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، محمد بن سلمان.
ويشمل صور الأمير متعب بن عبد الله الذي يظهر في كثير من المقاطع التي تتحدّث عن الحرس الوطني أو مهرجان "الجنادرية"، إذ ستحذف لقطاته ويستعاض عنها بأخرى من الأرشيف لا يظهر فيها، علماً أنه كان قد تولّى وزارة الحرس الوطني السعودي ثم أعفي من منصبه في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
وينتظر أن تشمل هذه الخطوة مئات المقاطع الموجودة في أرشيف التلفزيون السعودي، كذلك ستُطبّق على الصحف التي تلقّت توجيهات بعدم الإيحاء من قريب أو بعيد إلى الأمير متعب بن عبد الله، خلال فعاليات مهرجان "الجنادرية" الذي لا تفصلنا عنه سوى أشهر قليلة، وقد كانت قاعات المهرجان وميادينه تتزيّن بصوره، وتوزّع كتيبات تحتوي على صوره وأقواله، ويسري الأمر نفسه على نادي الفروسية الذي ترأسه.
كذلك شُدد على البرامج الرياضية بعدم التطرّق إلى الثناء على والد رئيس نادي "النصر" الحالي والرئيس الشرفي له، الأمير تركي بن ناصر، المحتجز لدوره في بناء نادي "النصر" في الفترة الماضية، بعد أن عانى من مشكلات مالية. وهو الذي كان له الدور الأبرز في انتشال النادي من أزمته بدعم سخي وتحقيقه بذلك البطولات بعد غياب دام سنوات.
وينطبق الأمر على أمير الرياض السابق، تركي بن عبد الله الذي أشرف على "قطار الرياض"، إذ جرت العادة بعرض مراحل تطور قطار الرياض منذ بدايته في التلفزيون، ويظهر خلالها الأمير تركي في كثير من المقاطع متحدّثاً عن المشروع، وهو ما جرى حذفه بالكامل.
ويسعى القائمون على هذا القرار إلى إبعاد كل ما يتعلّق بالمحتجزين عن وسائل الاعلام، في سابقة لم يعرفها تاريخ الإعلام السعودي، ما فسّر بأنه انتقام من هؤلاء، وفي الوقت عينه محاولة لنسف ما جرى تحقيقه وإنجازه من قبلهم. ويرجح بعضهم أن عملية كهذه ستستغرق وقتاً هائلاً؛ كون ذلك يتطلب إعادة منتجة مئات المقاطع، الأمر الذي وصف بغير اليسير.
يذكر أن السلطات السعودية ألقت القبض، مطلع الشهر الحالي، على عدد من الأمراء السعوديين والوزراء ورجال الأعمال بتهم تتعلّق بالفساد. وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس الخميس، أن السلطات السعودية تحاول عقد صفقات تسوية مع الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين بذريعة "الفساد"، وتعرض عليهم، في هذا الإطار، أن يدفعوا مقابل حرّيتهم، بحسب مصادر مطّلعة على تفاصيل تلك المفاوضات.