ولا تستثني قوات النظام وحلفاؤها المدارس والمنشآت المدنية من القصف والغارات الجوية، إذ تعرّض مركز مديرية التربية الحرة في ريف حماة للقصف الجوي الروسي، يومي السبت والأحد الماضيين، ما تسبب في خروج المركز عن الخدمة بسبب الأضرار البالغة.
وأوضحت مديرية التربية والتعليم في حماة، في بيان، أن دمارا كبيرا لحق بالمبنى، وأن استمرار القصف دفع المديرية إلى تعليق الدوام في بعض مدارس ريف حماة، مؤكدة أن العمل لا يزال مستمرا في الإشراف على سير امتحانات المرحلة الانتقالية، مع الإبقاء على العمل ببرنامج دوام الطوارئ في المدارس.
وطالبت المديرية، في بيانها، المجتمع الدولي، بتحمّل مسؤولياته، لوقف الهجمات "البربرية" من قبل النظام وحلفائه الروس على المنشآت المدنية في شمال غرب سورية.
في الوقت ذاته، لا تزال حركة نزوح الأهالي من مناطق قلعة المضيق وسهل الغاب في ريف حماة مستمرة، ويتوجه النازحون إلى مناطق أكثر أمنا في إدلب، أو يقصدون مخيمات الشريط الحدودي بين سورية وتركيا قرب منطقة أطمة.
وقال طه المحمود الذي نزح من ريف حماة الشمالي إلى مخيم أطمة حيث يقيم أقاربه، لـ"العربي الجديد": "لم يعد البقاء في قلعة المضيق ممكنا، فلا نعلم متى تنهال القذائف والصواريخ علينا، ولم نعد نأمن الخروج إلى الشارع. لدي أربعة أطفال، ولا يمكنني المخاطرة بالبقاء. الحفاظ على حياتهم دفعني إلى مغادرة المنطقة".
وأضاف المحمود: "مؤكدٌ أننا لا نحب النزوح، ولكن ما باليد حيلة. الإنسان يحزن عند مفارقة أرضه وبيته، لكننا مرغمون على ذلك، ونرجو الخلاص مما نحن فيه في القريب العاجل".
ووصفت نسرين التي نزحت إلى منطقة جبل شحشبو مع عائلتها، لـ"العربي الجديد"، كيف يعيش النازحون في المنطقة قائلة: "نزحنا من قلعة المضيق وبنينا خيامنا هنا. الخيام منتشرة في كل مكان؛ بين المنازل وفي الأراضي الزراعية وعلى أطراف الطرقات. نحن بحاجة لكل شيء في الوقت الحالي، لكننا منسيّون، فلا منظمات إنسانية سمعت بنا أو شاهدت ما نحن فيه".
وأضافت نسرين: "قصفونا بكل شيء، قنابل وصواريخ ومدافع وطائرات، وفررنا بأرواحنا إلى هنا. النساء يذهبن لجمع الخبيز وغيرها من الأعشاب ليتم طهوها، وهذا غالب طعامنا منذ أن نزحنا".