تعقب كورونا: مخاوف الخصوصية تحوم حول تطبيق "غوغل"

23 يوليو 2020
تفاوضت دول مع الشركات حول الخصوصية (هانيبال هنسك/Getty)
+ الخط -

عندما أعلنت "غوغل" و"آبل" في إبريل/نيسان عن برمجية مجانية للمساعدة في تنبيه الأشخاص إلى احتمال تعرضهم لفيروس كورونا المستجد، قامت الشركتان بالترويج لها على أنها "صديقة للخصوصية" وقالتا إنها لن تتبع مواقع المستخدمين. 

وبتشجيع من هذه الضمانات، استخدمت ألمانيا وسويسرا وبلدان أخرى هذه الأكواد لتطوير تطبيقات تنبيه محلية تم تنزيلها أكثر من 20 مليون مرة.

لكن لكي تعمل التطبيقات على الهواتف الذكية مع نظام تشغيل "أندرويد" من "غوغل"، الأكثر شيوعاً في العالم، يجب على المستخدمين أولاً تشغيل إعداد موقع الجهاز، الذي يمكّن خدمة GPS وقد يسمح لـ"غوغل" بتحديد مواقعها.

وبدا بعض المسؤولين الحكوميين مصابين بالمفاجـأة من أن الشركة يمكنها اكتشاف مواقع مستخدمي "أندرويد". قالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الدنماركية، سيسيلي لومبي ثورب، إن مؤسستها تعتزم "بدء حوار مع غوغل حول كيفية استخدامها العام لبيانات الموقع".

وقالت سويسرا إنها دفعت "غوغل" لعدة أسابيع لتغيير متطلبات تحديد الموقع. وقالت لاتفيا إنها ضغطت على "غوغل" بشأن هذه القضية أثناء تطويرها لتطبيق الفيروس.

تضاف متطلبات معرفة الموقع من "غوغل" إلى عدد كبير من مخاوف الخصوصية والأمن من تطبيقات تتبع الفيروس، والتي تم تطوير العديد منها من قبل الحكومات قبل أن يصبح برنامج "غوغل"/"آبل" الجديد متاحاً.

ويقول المسؤولون الحكوميون وأخصائيو الأوبئة إن التطبيقات يمكن أن تكون مكملاً مفيداً لجهود الصحة العامة للقضاء على الوباء، لكن منظمات حقوق الإنسان والتقنيين يحذرون من أن جمع البيانات الكثيف والعيوب الأمنية في العديد من التطبيقات يعرضان مئات الملايين من الأشخاص لخطر المطاردة أو الاحتيال أو سرقة الهوية أو التعقب الحكومي القمعي.

والآن يمكن أن تقوض مشكلة موقع "أندرويد" وعود الخصوصية التي تعهدت بها الحكومات للجمهور.

وقال المتحدث باسم "غوغل"، بيت فوس، إن تطبيقات التنبيه بالفيروسات التي تستخدم برنامج الشركة لا تستخدم موقع الجهاز. وهذا يشمل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس واستخدموا التطبيقات لإعلام المستخدمين الآخرين. 

وتستخدم التطبيقات إشارات المسح عبر "بلوتوث" لاكتشاف الهواتف الذكية التي تتلامس بشكل وثيق بعضها مع بعض، من دون الحاجة إلى معرفة مواقع الأجهزة على الإطلاق.

وقال فوس إنه منذ عام 2015، طلب نظام "أندرويد" من  المستخدمين تمكين تحديد الموقع على أجهزتهم بحثاً عن أجهزة  بلوتوث أخرى، لأن بعض التطبيقات قد تستخدم "بلوتوث" لاستنتاج موقع المستخدم. 

على سبيل المثال، تستخدم بعض التطبيقات إشارات "بلوتوث" في المتاجر لمساعدة جهات التسويق على فهم الممر الذي قد يكون فيه مستخدم الهاتف الذكي.

ومع ذلك، بمجرد أن يقوم مستخدمو "أندرويد" بتشغيل الموقع، قد تحدد "غوغل" مواقعهم بدقة، باستخدام "واي فاي" وشبكات الجوال وإشارات "بلوتوث"، من خلال إعداد يسمى دقة موقع "غوغل"، واستخدام البيانات لتحسين خدمات الموقع.

ويقول فوس إن التطبيقات التي ليس لديها إذن المستخدم لا يمكنها الوصول إلى موقع جهاز  "أندرويد" الخاص بشخص ما.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن بعض خبراء الأمن والخصوصية أن متطلبات تحديد الموقع من "أندرويد" تؤكد عدم توازن مزعج في القوة بين الحكومات واثنين من عمالقة التكنولوجيا الذين يسيطرون على سوق الهاتف المحمول. 

وقالوا إن الدول التي تستخدم البرمجيات لديها ملاذ ضئيل ضد المعايير العالمية الجديدة التي تضعها الشركات لتكنولوجيا الصحة العامة.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وقد لا يُسمح لتطبيقات الفيروسبات بتتبع مواقع المستخدمين، لكن قد تحدد "غوغل" مواقع الأجهزة لمستخدمي "أندرويد" بناءً على إعداداتهم.

وقال أستاذ أنظمة البرمجيات الآمنة في جامعة فورتسبورغ بألمانيا، الكسندرا دميترينكو: "إننا نمنح تحكماً كبيراً لشركتين كبيرتين"، "إنهم يحتكرونها".

وتقول الشركتان إن برنامجهما يستخدم رموز تعريف دوارة لتسجيل اتصال وثيق بين مستخدمي التطبيق "للمساعدة في منع التتبع"، كما أنه يعالج بيانات الأشخاص على هواتفهم، ولا تستطيع الحكومات الوصول إليها.

لكن خبراء الخصوصية والأمن قالوا إنهم قلقون من أن ممارسات الموقع التي تنهجها "غوغل" قد تردع بعض الأشخاص عن استخدام تطبيقات الصحة العامة أثناء الوباء.

المساهمون