بعد الإفراج عن "ستينا إمبيرو"... تعرّف إلى جولات "حرب احتجاز ناقلات النفط"

28 سبتمبر 2019
اتهامات لإيران بإمداد النظام السوري بالنفط(فرانس برس)
+ الخط -
توجّهت ناقلة النفط السويدية التي ترفع العلم البريطاني (ستينا إمبيرو) إلى دولة الإمارات اليوم السبت، بعدما احتجزتها إيران لأكثر من شهرين، بحسب ما أفادت السلطات وموقع متخصص في تعقّب حركة السفن.

وكان احتجازها واحدة من عدة عمليات مشابهة تسببت بتصعيد التوتر هذا العام بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.

ورصدت وكالة "فرانس برس" أبرز عمليات احتجاز ناقلات النفط، والتي جرت في يوليو الماضي، ومنها:

1 - "غريس 1"/"أدريانا داريا"

 اعترضت قوات جبل طارق، مدعومة بالبحرية الملكية البريطانية، ناقلة نفط إيرانية (غريس 1) قبالة شواطئ الأرض البريطانية في الرابع من تموز/يوليو. وتم احتجاز الناقلة للاشتباه بأنها كانت تنقل 2,1 مليون برميل من النفط إلى سورية، في خرق للعقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي.

وقال القبطان الهندي للسفينة التي كانت ترفع العلم البنمي لاحقًا، إن مروحية عسكرية هبطت على متن السفينة قبل أن تصعد عليها قوات مشاة من البحرية البريطانية، واعتبرت إيران أن احتجازها هو عملية "قرصنة" وتوعدت بالرد.
وفي 15 أغسطس/آب، أمرت محكمة في جبل طارق بالإفراج عنها رغم المساعي الأميركية الحثيثة لإبقائها قيد الاحتجاز.

وبعد عدة أيام، أبحرت باتجاه شرق المتوسط رافعة العلم الإيراني وتحت اسم جديد هو "أدريان داريا". ولم تعلن إيران رسميًا قط وجهة السفينة. ونفت مراراً بأنها كانت متوجهة إلى سورية، لكن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي (المُقال) جون بولتون ذكر في تغريدة نشرها الجمعة، مرفقة بصورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية أن "أدريان داريا" وصلت إلى ميناء طرطوس السوري.

وفي الثامن من سبتمبر، نقلت وسائل إعلام رسمية في إيران عن المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي، قوله إن الناقلة رست عند أحد شواطئ المتوسط وأفرغت حمولتها، من دون الإفصاح عن الموقع بالتحديد.

واتّهمت كل من واشنطن ولندن طهران بإيصال النفط إلى سورية. لكن منظمة "تانكر تراكرز" المتخصصة في تتبع شحنات النفط أكّدت عبر تويتر، أن الناقلة لا تزال "محملة بشكل كامل بالنفط قبالة ساحل طرطوس في سورية".

2 - "إم تي رياح"

 اعترض الحرس الثوري الإيراني في 14 تموز/يوليو "ناقلة أجنبية" اتهمها بنقل نفط مهرّب، جنوبي جزيرة لاراك الإيرانية، في مضيق هرمز الاستراتيجي.

وقال الحرس الثوري إن الناقلة التي تبلغ سعتها "مليوني لتر وعلى متنها 12 من أفراد الطاقم الأجانب كانت في طريقها لتوصيل النفط المهرب، الذي تسلمته من مراكب إيرانية إلى سفن أجنبية". وقالت "تانكر تراكرز" إنها فقدت إشارة "إم تي رياح" التي ترفع العلم البنمي، والمستخدمة لتزويد السفن الأخرى في المضيق بالوقود، منذ اللحظة التي دخلت فيها المياه الإقليمية الإيرانية.

3 - "ستينا إمبيرو"

 في 19 يوليو/تموز، حاصر الحرس الثوري الإيراني الناقلة "ستينا إمبيرو" قبل الصعود على متنها في مضيق هرمز. واحتجزت السفينة التي يبلغ طولها 183 متراً في ميناء بندر عباس الإيراني بسبب خرقها "القانون البحري الدولي" عبر تجاهل نداءات الاستغاثة وإيقافها جهاز الإرسال والاستقبال بعد اصطدامها بقارب صيد. وتم احتجازها بعد ساعات قليلة من إعلان محكمة جبل طارق تمديد احتجاز "غريس 1".

وأكدت إيران أن احتجازها إجراء قانوني، وأشارت إلى ضرورة إجراء مزيد من التحقيقات بخصوصها، نافية الاتهامات البريطانية بأن العملية جاءت بدافع الانتقام. وأفادت شركة "ستينا بالك" المالكة للسفينة أنه تم الإفراج عن عدد من أفراد طاقمها الـ23 في الرابع من أيلول/سبتمبر.

وأعلن المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في 23 سبتمبر/أيلول أن "الإجراءات القانونية انتهت" وأنه تم إطلاق سراح الناقلة.

وأفاد موقع "مارين ترافيك" لتعقّب حركة السفن أن الناقلة دخلت المياه الإقليمية الإماراتية بعد منتصف الليل (20,00 ت غ) وتوقّفت قبالة سواحل دبي في الممر المائي المزدحم. وبدأت صباح السبت التوجه إلى الميناء الذي سترسو فيه، بحسب الموقع. 

4 - سفن مجهولة الهوية

احتجزت طهران ناقلة نفط ثالثة في 31 تموز/يوليو، على متنها سبعة من أفراد الطاقم الأجانب، مؤكدة أنها كانت تحمل 700 ألف لتر من الوقود المهرب.

وقال الحرس الثوري إنه تم نقل السفينة إلى محافظة بوشهر (جنوب) وتسليمها للسلطات، مشيراً إلى أنها كانت في طريقها لتوصيل النفط الخام إلى دول في الخليج. ولم يُكشف عن هوية السفينة ولا جنسية أفراد الطاقم عند احتجازها. وفي السابع من سبتمبر، أعلنت إيران أن خفر السواحل احتجز زورقًا يشتبه بأنه كان يحمل وقوداً مهرّبًا وتم توقيف 12 فيليبينيا كانوا على متنه.

المساهمون