تعرّفوا إلى الكلب "فلاش" الذي عثر على نبض تحت ركام بيروت

04 سبتمبر 2020
الكلب فلاش مع أحد عمّال الإنقاذ (حسين بيضون)
+ الخط -

منذ يوم أمس الخميس، تحوّل الكلب فلاش (5 سنوات) المرافق لفريق الإنقاذ "توبوس تشيلي"، إلى بطل بالنسبة لكثير اللبنانيين، بعدما تمكّن بالصدفة أثناء مروره مع منقذين في شارع الجميزة من شمّ رائحة جثة تحت أنقاض مبنى تراثي مدمّر بفعل انفجار بيروت. 

ومع توقّف الفريق أمام المبنى، تمكّن بواسطة معداته من رصد نبض كذلك، ما أحيا آمالاً، وإن ضعيفة، بإيجاد شخص حيّ تحت الركام، بعد مرور شهر على انفجار المرفأ. وبحسب الروايات المتناقلة (حتى الساعة لم يخرج أي بيان لبناني رسمي يوضح تفاصيل عملية البحث) فإن فلاش، وهو عضو  فريق الإنقاذ التشيلي الذي وصل إلى بيروت مطلع هذا الشهر، كان ماراً مع فريق الإنقاذ ليل الأربعاء بالقرب من المبنى المدمّر، فقام مباشرة بالتنبيه إلى وجود بشريّ تحت الأنقاض. صباح الخميس، عاد الفريق للتأكد من الموضع فعاد الكلب وأعطى إشارة إلى وجود بشريّ، لتبدأ عمليات البحث.

 

كيف نجح فلاش في إعطاء إشارات إلى وجود بشر تحت الركام؟ يستعان بهذا النوع من الكلاب (تسمى في المصطلح الشعبي كلاب شمّ) في الكشف عن البشر في ظروق متنوعة،  سواء كانت مدفونة نتيجة للجريمة أو  الكوارث الطبيعية ، أو مخفية على السطح أو مغمورة في الماء، وفق ما يوضح موقع "فورسز" البريطاني المتخصّص بالأخبار العسكرية.

وعندما يلتقط الكلب رائحة بشرية يرسل إشارة إلى مدّربه الذي يحدد بعد ذلك المنطقة التي يمكن أن يكون فيها البشري، متوفياً كان أم حيّاً. وتستطيع هذه الكلاب المدرّبة على البحث في منطقة ثلاثية الأبعاد باستخدام حاسة الشم، بينما يمكن للبشر  التعامل مع بعدين فقط. 

 

ويقول ميك سويندلز (وهو مدرّب لهذا النوع من الكلاب) للموقع البريطاني  إن سبب استخدام الكلاب هو أن حاسة الشم لديها أفضل بكثير من البشر: "نظام الشم الخاص بها أفضل بحوالي 350 مرة من نظامنا".

وبالعودة إلى بيروت، تفاعل اللبنانون بشكل كبير مع فلاش، وهو من نوع بوردر كولي الذي يعتبر من أكثر أنواع الكلاب ذكاءً، على مواقع التواصل الاجتماعي، فاعتبروا أن ما قدّمه للبنانيين لا يقدّر بثمن، بعدما كانت عملية البحث عن ناجين ومفقودين قد توقّفت.

 

المساهمون