أصيب الشارع اليمني بنوع من الصدمة، بعد تداول لقطات مصورة، خلال الساعات الأخيرة، لجريمة قتل وتعذيب وحشية نفذها 5 أشخاص بالعاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، بحق عامل في محل لبيع الهواتف المحمولة، وذلك إثر اتهامه بـ"سرقة موبايل" من المحل الذي بدأ العمل به منذ أسبوع فقط.
وكشفت اللقطات التي رصدتها كاميرا مراقبة في غرفة داخلية بالمستودع ذاته الذي يملكه الجناة، تعرض الشاب عبدالله قايد الأغبري، والبالغ من العمر 24 عاما، لضرب وركل مستمر وتعذيب وجلد بالأسلاك الكهربائية من قبل 5 أشخاص بينهم مالك المستودع وبعض العاملين.
ووفقا لكاميرا المراقبة، فقد استمرت عملية التعذيب لمدة 6 ساعات، أنهى فيها الجناة العملية بقطع أحد شرايين المجني عليه بعد أن أغمي عليه من شدة الضرب، بهدف طمس معالم الجريمة والتظاهر بأنها حادثة انتحار.
وقال مصدر حقوقي تابع مجريات القضية لـ"العربي الجديد"، إن الجناة قاموا بنقل الضحية إلى إحدى المشافي شمالي العاصمة صنعاء بهدف استخراج تقرير طبي بحالة انتحار، قبل أن يتم إحباط مخططهم من قبل ضابط يعمل مندوباً لشعبة البحث الجنائي بالمرفق الصحي.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي باليمن للتنديد بالجريمة البشعة التي حدثت في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ نحو 6 سنوات، وطالبوا بإنزال أقسى العقوبات بحق الجناة.
وكشفت وزارة داخلية جماعة الحوثي بصنعاء، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، تفاصيل الجريمة، وقالت إن أمن العاصمة "اتخذ الإجراءات القانونية اللازمة في قضية تعذيب ومقتل الشاب عبدالله قايد عبدالله محمد الأغبري".
ووفقا للبيان الذي نشره مركز الإعلام الأمني التابع للحوثيين بصنعاء، فقد تم القبض على 5 من المشاركين بالجريمة، على رأسهم مالك مستودع الهواتف المحمولة، المدعو عبدالله حسين السباعي والذي ينحدر من محافظة عمران، شمالي صنعاء.
وأشار البيان إلى أن المتهمين الأربعة المتبقين ينحدرون من محافظات وعمران وإب وتعز التي ينحدر منها الضحية أيضا، وتتراوح أعمارهم بين الـ25 و40 عاما.
وقال بيان شرطة صنعاء إن "المتهمين الخمسة، قاموا بالاعتداء على الشاب عبدالله الأغبري، ضرباً وتعذيباً باستخدام أسلاك الكهرباء حتى فارق الحياة، وأثبت ذلك بتسجيلات كاميرا المراقبة"، موضحا أن "فريق الأدلة الجنائية بأمن صنعاء، انتقل إلى المستشفى لمعاينة جثة المجني عليه، ولوحظ وجود آثار ضرب وتعذيب مُبرح في أنحاء جسم الضحية، ناتجة عن استخدام الجُناة للأيدي والأسلاك الكهربائية".
وحسب البيان، فقد زعم الجناة، أن المجني عليه "قام بسرقة موبايلا من المستودع التابع لهم الواقع بحي القيادة بصنعاء، والذي يعمل فيه المجني عليه أيضا".
وفيما أكد على أنه "لا دليل على دعوى الجناة بسرقة الموبايلات"، كشف بيان شرطة صنعاء، أنه قد تم إحالة المتهمين إلى القضاء.
وتحولت القضية إلى حدث رئيسي هيمن على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وكشف الصحافي اليمني، فارس الحميري، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أن المجني عليه وصل إلى صنعاء الأسبوع الماضي في زيارة هي الأولى له للبحث عن فرصة عمل، وحصل عليها في محل بيع الهواتف المحمولة الذي لقي فيه حتفه.
قصة #عبدالله_الاغبري ..
— فـارس الحميري | Fares Alhemyari (@FaresALhemyari) September 9, 2020
تواصلت مع أحد أقارب الضحية #عبدالله_الأغبري، لمعرفة تفاصيل الجريمة.
يقول: الضحية (عبدالله قائد عبدالله محمد الأغبري 24 سنة- من قرية العويضة، الأغابرة – حيفان تعز)، والأسبوع قبل الماضي كانت أول زيارة له في حياته إلى العاصمة صنعاء. 1⃣ pic.twitter.com/FJJxsua8Vw
وذكر الحميري أن الجناة قاموا بإسعاف الضحية في الحادية عشرة ليلا إلى إحدى العيادات الطبية التي رفضت استقباله، قبل أن يتم نقله وهو بوضع حرج إلى أحد المشافي في شارع المطار وهناك بدأت أولى خيوط الجريمة بالانكشاف.