الراهن.
ودعا المشاركون في الحوار إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين الذين يعانون بفعل الأزمة الأمنية في البلاد، بحسب بيان صدر عنهم. كما رحبوا "بالتقدّم المحرز في عملية الحوار السياسي الليبي وأكدوا قناعتهم الراسخة بأنه لن يكون هناك حل للنزاع الدائر في ليبيا خارج إطار الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة كآلية وحيدة للاستجابة لتطلعات جميع الليبيين، وضمان احترام المسار الديمقراطي".
وكان ليون قد أكد أن "اجتماع الجزائر يمكن أن يكون الفرصة الأخيرة لكل أطراف النزاع من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن الاستمرار بتبادل الاتهامات بين فجر ليبيا وحكومة طبرق، وهو وضع خطير يفرض ايجاد اتفاق بين الفرقاء".
وضمن مساعيها لمساعدة الأفرقاء الليبيين، كانت الجزائر قد قدّمت مجموعة من الأفكار السياسية لمناقشتها في جولة الحوار الثالث بين الشخصيات السياسية الذي جمع قادة أحزاب وفعاليات سياسية وناشطين في المجتمع السياسي في ليبيا. وتتعلّق هذه المقترحات بصيغة اتفاق سياسي، يتضمن الاتفاق تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها أحزاب سياسية، تتألّف من غالبية الشخصيات المستقلة التكنوقراطية، ممن لم تشارك في الحكم في الفترة السابقة، ولم يكن لها أي صلة بأي طرف سياسي، على أن يعلن مجلس النواب والمؤتمر الوطني الليبي معاً، في اللحظة نفسها، تزكية وقبول هذه الحكومة ومنحها الثقة، وأن تتم تسوية مسألة التوافق بشأن إنهاء ازدواجية الهيئة التشريعية على أساس إعلان المؤتمر الوطني، القبول بأهلية مجلس النواب، وعودة النواب الممثلين للمدن الغربية المحسوبة على حكومة طرابلس إلى مجلس النواب، والتوافق على تنظيم انتخابات برلمانية جديدة في غضون سنتين.
اقرأ أيضاً ليون: مقترحات أخيرة لإنهاء الأزمة في ليبيا
وفي موازاة الحرص الأممي على التوصل إلى اتفاق، تبدو الجزائر الدولة الأكثر اهتماماً بالأزمة الليبية، إذ اعتبر مساعد وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، أنّ "هدف الجزائر يكمن في مساعدة كل الأشقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم، من أجل حوار جامع لا يقصي طرفاً، باستثناء من صنّفته اللوائح الأممية على قوائم الإرهاب، حرصاً منها على أنّ أمن ليبيا من أمنها". وطالب مساهل جميع الفرقاء الليبيين المشاركين في الاجتماع ببذل المزيد من الجهود والقيام بالتنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء الأزمة المتعددة الأبعاد في ليبيا.
وشدّد مساهل على رفض الجزائر لأي محاولة للتدخل الأجنبي السياسي والعسكري في ليبيا من أي طرف إقليمي أو دولي، رداً على مساعي تقوم بها مصر من أجل التمهيد للتدخل الأجنبي، خصوصاً بعد إعلان اجتماع القبائل الذي عقد في القاهرة السماح لمصر بالتدخل في ليبيا.
ويعزو المراقبون شدة الحرص الجزائري على ليبيا، إلى تخوّف الجزائر من التداعيات الأمنية التي يمكن أن تفرزها الأزمة في ليبيا على الجزائر، خصوصاً في مناطق الجنوب المتوترة.
اقرأ أيضاً: حكومتان تستنزفان أموال ليبيا