تعاون صحّي أميركي ــ تونسي بنكهة عسكريّة

28 فبراير 2014
من الحياة اليومية في جنوب تونس
+ الخط -

انطلقت حرب التصريحات الاعلامية في تونس، منذ أيام، حول تعاون عسكري صحي بين تونس والولايات المتحدة، يتمثل في ترميم عدد من المستشفيات الواقعة في الجنوب التونسي، حيث تتحدث معلومات وشائعات عن وجود قاعدة عسكرية أميركية منذ فترة على الحدود التونسية ــ الجزائرية، خصوصاً منذ أعلنت الحكومة التونسية في منتصف 2012، "المثلث الصحراوي" جنوب البلاد، "منطقةً عسكرية مغلقة" يجب على كل من يرغب في دخولها الحصول على إذن مسبق من السلطات.

وما جعل من التعاون الأميركي ــ التونسي على الصعيد الصحي، مثار سجال حامٍ، هو أن المعلومات حوله لم تصدر عن لسان جهة رسمية حكومية. وفي حين تشبث الجانب التونسي بالكتمان، خرج الطرف الاميركي أخيراً بتأكيد لا يدع مجالاً للشك حول وجود تعاون صحي ذي طابع عسكري بين تونس وواشنطن. وأكدت السفارة الاميركية في تونس، وجود أعمال ترميم يقوم بها الجيش الاميركي لبعض المستشفيات في الجنوب التونسي، على غرار مستشفى فوار والذهيبة ورمادة، وذلك "في إطار اتفاقيات تعاون سابقة وواضحة للعيان".

يذكر أيضاً أن قائد القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال ديفيد رودريغيز، أدّى في وقت سابق زيارة إلى تونس، تناولت "سبل التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب"، وفق ما صرح به الناطق الرسمي لوزارة الدفاع التونسية توفيق الرحموني.

التعاون الصحي من التعاون العسكري!
إثبات التعاون الصحي بين الطرفين اعتبره البعض خطوة اولى لتمهيد تعاون عسكري تونسي ــ أميركي في "محاربة الارهاب"، إذ اكد المدير السابق للاستخبارات التونسية، العميد موسى الخلفي، في حوار لصحيفة "آخر خبر" الصادرة في 18 فبراير/شباط الجاري، أن الأميركيين "ليسوا بحاجة إلى تركيز قواعد عسكرية في تونس، بل هم في حاجة إلى مدّ لوجستي وتهيئة المستشفيات القادرة على علاج جرحاهم في حال سقطوا خلال عمليات محاربة الإرهاب". كذلك أكد وجود ضباط أميركيين يسيّرون طائرات من دون طيار في تونس، "لرصد الإرهابيين"، موجهاً لومه لوزارة الدفاع على خلفية إخفائها هذا الأمر عن التونسيين.

 

دلالات