تعافي إنتاج النفط الليبي يخفض الأسعار عالمياً

18 أكتوبر 2014
تعافي انتاج ليبيا مع زيادة إمدادات النفط الصخري(أرشيف/getty)
+ الخط -

قال مدير إدارة التخطيط والمتابعة بوزارة النفط الليبية، سمير كمال، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن إنتاج ليبيا من النفط بدأ في التعافي وبلغ حتى يوم أمس 930 ألف برميل يومياً، مقابل نحو 800 ألف في المتوسط قبل أسبوع.

وأضاف أن تعافي إنتاج النفط الليبي تزامناً مع زيادة إمدادات النفط الصخري من أميركا الشمالية بفضل التقنيات الحديثة، كان سبباً رئيساً في تراجع أسعار النفط خلال الفترة الماضية، موضحاً أن هذين العاملين أضافا نحو نصف مليون برميل يومياً فائضاً عن الطلب في السوق العالمية.

وأشار كمال، إلى أن أغلب الحقول النفطية تعمل بشكل طبيعي ولا توجد مشاكل أمنية، بخلاف اعتصام عمالي في حقل بو الطفل (شرق البلاد)، تسعى مؤسسة النفط لحله خلال أيام.

وتعافت أسعار النفط أمس الجمعة إلى 87 دولاراً للبرميل، عقب هبوط متواصل منذ يونيو/حزيران الماضي، خسر خلاله النفط أكثر من 20% من قيمته.

وقدرت تقارير دولية أن استمرار أسعار النفط عند مستوياتها الحالية سيكبد أوبك خسائر تصل إلى نحو مئتي مليار دولار خلال سنة، من أصل ترليون دولار هي إجمالي إيرادات المنظمة من النفط.

وقال المسؤول: من المحتمل أن تتراجع الأسعار أكثر مما هي عليه الآن ولكنها لن تنخفض عن 75 دولاراً للبرميل، موضحاً أن إنتاج النفط الصخري قد يتقلص كثيراً إذا ما تراجعت الأسعار عن 75 دولاراً للبرميل لأن هذا السعر هو متوسط تكلفة إنتاج برميل نفط صخري، وهبوط السعر العالمي عنه يعني أن قيمة النفط الصخري ستكون أقل بكثير من تكلفة إنتاجه.

وقال إن متوسط الطلب العالمي على النفط في الوقت الحالي لا يتجاوز 90 مليون برميل يومياً، في وقت يشهد فيه طفرة في إنتاج النفط الصخري الذي أخذ حصة كبيرة في ظل إبقاء المنتجين الرئيسيين على حصصهم في السوق كما هي، ما خلق حالة من العرض الكبير لا يقابلها طلب في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.

وحول وضع ليبيا في السوق العالمية بعد عودة إنتاجها تدريجياً، أوضح أن بلاده فقدت معظم الزبائن بسبب قفل موانئ تصدير النفط طوال عام كامل والاضطرابات الأمنية التي ساهمت في لجوء الزبائن إلى أسواق أخرى "لكن هذا الأمر يجري علاجه تدريجياً بفضل الحوافز الحكومية للمشترين".

وتستحوذ الدول الأوروبية على 71% من إجمالي صادرات النفط الليبية، وفقاً لبيانات مؤسسة النفط الليبية عن عام 2012. وتتوزع على إيطاليا بنسبة 23% وألمانيا 13% والسوق الفرنسية 10% وإسبانيا 7%.

وتقول تقارير حكومية، إن السوق الأميركية كانت أحد أهم أسواق تصريف الخام الليبي في السابق، إلا أن الحظر الأميركي طوال عقدين من الزمن على النفط الليبي، حال دون استمرار التعامل.

وسجلت صادرات النفط الليبي لأميركا نحو 4% من إجمالي الصادرات عام 2012.
وتشكل مبيعات النفط نحو 95% من إيرادات البلاد، وتتوقع ليبيا وصول العجز بالموازنة العامة للدولة للعام الجاري 2014 التي لم تقر حتى الآن، إلى 24 مليارات دينار (18 مليار دولار)، بالاعتماد على إنتاج يومي من النفط يصل إلى 700 ألف برميل.

وقال رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني، إن بلاده تنتج أكثر من 800 ألف برميل نفط يومياً، مضيفاً في تصريحات لقناة تلفزيونية أمس، أن حكومته تسيطر على إيرادات ليبيا من النفط.
وصعد سعر خام برنت أكثر من دولار متجاوزاً 87 دولاراً للبرميل أمس الجمعة مع إقبال المستثمرين على الشراء في السوق التي شهدت إفراطاً في البيع.

وسجل سعر الخام الأميركي أيضاً زيادة كبيرة إذ ارتفع أكثر من دولار ليتجاوز 84 دولاراً للبرميل.
المساهمون