تطوّر الاحتفال بليلة رأس السنة في السينما المصريّة

24 ديسمبر 2016
مثّل عمر الشريف في فيلم "نهر الحب" عام 1960(Getty)
+ الخط -
اختلف شكل وطريقة الاحتفال بليلة رأس السنة من حقبة زمنية إلى أخرى. وعبر شكل الاحتفال في كل فترة، عن طبيعة المرحلة الفكرية والثقافية للمجتمع بطبقاته المختلفة. وسجلت الأفلام المصرية التباين بين كل حقبة زمنية وأخرى، من خلال مشاهد الاحتفال بحفلة رأس السنة.

فترة الستينيات
لم يحدث أن تمّ تخصيص فيلم كامل لمناقشة وسرد أحداث ليلة رأس السنة. لكن في تلك الفترة، لم تخلُ الأفلام، إلا قليلاً، من عرض مشهد لحفل رأس السنة، حتى ولو على هامش الفيلم، باعتباره طقساً سنوياً لا بد من وجوده.
وفي أفلام تلك المرحلة، يبدو الاهتمام واضحاً بتنظيم ذلك الحفل، وإقامته في قصور وبيوت الطبقة الراقية، مع دعوة الوزراء والباشوات، وتنظيم حفل راقص مع الفرق الكبرى، ينتهي بالعد تنازلياً من 10 إلى 1 قبل إطفاء الأنوار. ومن أفلام تلك المرحلة، فيلم "نهر الحب" عام 1960، بطولة فاتن حمامة عمر الشريف وزكي رستم، وتأليف وإخراج عز الدين ذو الفقار.
وفيلم "أغلى من حياتي" عام 1965، بطولة شادية وصلاح ذو الفقار، وهو من إخراج محمود ذو الفقار. العمل مُقتبَس عن فيلم "الشارع الخلفي" لفاني هيرست.

فترة الثمانينيات والتسعينيات
انتقل الاحتفال بليلة رأس السنة من الطبقة الأرستقراطية إلى طبقة الأغنياء الجدد. وبالطبع اختلف شكل الاحتفال وطريقته. فبدلاً من تنظيم الحفلات داخل القصور والبيوت الكبرى، صارت تقام في العوامات الخاصة والمراكب "النيلية" والنوادي الليلية، دون إدراك حقيقي لسبب تلك المناسبة وماهيتها. وصورت العديد من أفلام تلك الفترة منها، فيلم "النمر والأنثى" عام 1987، بطولة عادل إمام وآثار الحكيم، وتأليف إبراهيم الموجي، وإخراج سمير سيف. وفيلم "الباشا" 1993، بطولة أحمد زكي ومحمود حميدة ومنى عبد الغني وممدوح وافي، ومن تأليف سامح الباجوري وإخراج طارق العريان. وفيلم "ليلة ساخنة" 1995، من بطولة نور الشريف ولبلبة وسيد زيان وعزت أبوعوف، ومن تأليف رفيق الصبان ومحمد أشرف، وإخراج عاطف الطيب.
 وتدور أحداث فيلم "ليلة ساخنة" في ليلة رأس السنة. ويستعرِض الفيلم لقطاتٍ للاحتفال داخل المستشفيات والنوادي الليلة والشوارع، في حين تظهر الطبقة الفقيرة بعيدةً تمام البعد عن ذلك الاحتفال، ولا يمثّل قدوم عام جديد بالنسبة لها أيّ معنى.


فترة الألفية الثانية
ساهمت عدة عوامل في تغير شكل الاحتفال برأس السنة في تلك الفترة، من بينها عودة المصريين من دول الخليج، وانتشار "ثقافة الحرام"، وغياب فكرة الأصالة في المجتمع المصري، فاختفى الاحتفال بتلك المناسبة بشكل تدريجي، وإن وجد، صار شبيها باحتفالات أعياد الميلاد، وهو ما رصدته بعض الأفلام. ومن أفلام تلك الفترة، فيلم "H دبور" 2008، بطولة أحمد مكي وإنجي وجدان، وتأليف محمد المعتصم وإخراج أحمد الجندي. وفي أحد مشاهد الفيلم الكوميدي، يقام حفل رأس السنة بملابس تنكرية ورقص هو أشبه بحفلات عيد الميلاد في البيوت المختلفة. وفيلم "لا تراجع ولا استسلام" 2010، بطولة أحمد مكي ودنيا سمير غانم، وتأليف شريف نجيب، وإخراج أحمد الجندي. وفي أحد مشاهد الفيلم، يُقامُ حفل رأس السنة بشكل كوميدي عبثي، وكل ما يحويه ملابس تنكرية ورقص.


المساهمون