تفاعلت أخيراً رغبة الولايات المتحدة بالانضمام إلى مجموعة النورماندي حول أوكرانيا (التي تضمّ روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا)، وذلك في سياق المساهمة في حلحلة الوضع في شرق أوكرانيا. أثارت الرغبة الأميركية اهتماماً واسعاً في روسيا، إلى درجة أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي فرانسوا هولاند، بحثا الموضوع في العاصمة الأرمينية يريفان، أثناء حضورهما الذكرى المئوية الأولى لمذابح الأرمن، يوم الجمعة. وفقاً للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وتبرز الرغبة الأميركية في خضمّ إعلان رئيس "المجلس الأوروبي" دونالد توسك، أن "الاتحاد الأوروبي ليس بصدد التورط عسكرياً في الأزمة الأوكرانية، وليس بصدد اتخاذ قرار بخصوص صيغة أخرى لمساعدة أوكرانيا، تحديداً عسكرية مثلاً، لأن هذا ليس من صلاحياته". وأضاف توسك أن "الاتحاد الأوروبي لم يؤسَس من أجل ذلك، فليس هناك مثل هذه الأجواء في أوروبا، وليس هناك الكثير من المتحمسين للمطالبة بدعم عسكري مباشر لأوكرانيا. دعونا لا نبني أوهاماً".
ويأتي ذلك وسط تصاعد الانتهاكات اليومية للهدنة بين طرفي الصراع الأوكراني، فالخروقات التي تتعرّض لها الهدنة بين مقاتلي "دونباس" (منطقة شرق أوكرانيا التي تضمّ مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك)، والجيش الأوكراني، تأخذ طابعاً يومياً، منذرة بانفلات الوضع من جديد، في ظل وقوع مزيد من الضحايا وتدهور مضطرد للأوضاع المعيشية، وتزايد الاستياء في أوساط سكان دونباس. كما تتوارد أنباء عن رفض مليشيات قومية أوكرانية، الخضوع لأوامر الجيش الأوكراني، مما يشي بإمكانية ارتكاب أعمال استفزازية في أي وقت.
اقرأ أيضاً: اتفاقية مينسك ترقد على عبوة ديبالتسيفو الناسفة
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي"، عن مصدر في إدارة "جمهورية دونيتسك الشعبية"، المعلنة من طرف واحد، أنه "خلال يوم واحد تم تسجيل 59 خرقاً للهدنة من جهة القوات الأوكرانية، بما في ذلك استخدام المدفعية في ثماني حالات، والدبابات في تسع حالات، وراجمات الصواريخ في 17 حالة، وقواذف آر بي جي وأسلحة فردية في 14 حالة". وكانت القوات الأوكرانية قد اتهمت قبل ذلك، الانفصاليين بثلاثين حالة خرق للهدنة في دونباس.
وفي إطار انعكاس الأوضاع على وضع السكان وقدرتهم على الصمود، جرى في مارس/آذار استبيان للرأي في أوكرانيا، طرح فيه سؤال "هل تريدون مغادرة البلاد؟". وكشف أكثر من ثلث الأوكرانيين عن رغبتهم في مغادرة البلاد، وقد علّق مدير مركز "الأبحاث الاجتماعية" الذي أجرى الاستبيان، الباحث يفغيني كوباتكو، على هذه النتيجة على هواء قناة "روسيا اليوم"، بالقول إنها "أرقام كبيرة بدرجة لامعقولة، وثلث السكان لا يريدون العيش في بلادهم".
ولاحظ كوباتكو أن "موجة الهجرة بدأت منذ بدء أحداث الميدان الأوروبي، الذي أطاح بسلطة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في كييف، فالأوكرانيون ذوو الكفاءات العلمية العليا لجأوا إلى الغرب، بينما الأفقر إلى الجوار. وقد غادر أوكرانيا مند بدء العمليات العسكرية في دونباس، 2.4 مليون شخص إلى روسيا".
وفي السياق، أعلن مركز "لوغانسك إينفورم" عن نتائج استبيان للرأي جرى في الشهر الحالي، في "جمهورية لوغانسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد، لا تفيد بالقدرة على الصمود طويلاً. وتُشير نتائج هذا الاستبيان إلى تدهور حادّ في مستوى معيشة الأغلبية الساحقة من سكان هذه "الجمهورية"، التي لا تزال تخوض قتالاً لنيل استقلالها عن كييف، فيما كانت تطالب في البداية بسلطة لامركزية وحقوق خاصة بسكانها الروس، تتعلق بممارسة اللغة والثقافة بالدرجة الأولى. ولا يختلف الوضع في "جمهورية دونيتسك الشعبية" عن وضع لوغانسك.
وبالعودة إلى الاستبيان، كشف 47.5 في المائة من المُستطلعين أنهم "يقتصدون في كل شيء، ولكننا ما زلنا نتدبر أمورنا"، وذكر 27.3 في المائة من المُستطلعين أن "الوضع سيئ، وبالكاد نتدبر الأمر". واعتبر 14.5 في المائة أن "الوضع حرج، ولا نستطيع التحمل أكثر". وعن تقييم اتفاقات مينسك، أجاب 35.8 في المائة، أن "القرار شكلي تماماً، ويؤجل استمرار الحرب"، بينما اعتبر 29.5 في المائة أن "الحل اضطراري ولكنه ضروري"، في مقابل 26.6 في المائة قالوا إن "الحلّ صحيح وعادل".
وإذا كان أكثر من ثلث سكان منطقة العمليات الحربية واثقاً من حتمية عودة المعارك، فإنما يدل ذلك على مزاج يسود أوساط الإقليم الانفصالي، ويفيد بعدم جدوى العملية السياسية المتعثرة والتي تأخذ طابعاً شكلياً أكثر مما هو عملي، خصوصاً أنّ لا توافق أميركياً ـ روسياً في الأفق، بل على العكس تحتدم المواجهة الجيوسياسية بين موسكو وواشنطن، في ميادين مختلفة لا تقتصر على أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: أوكرانيا: تنفيذ حذر لاتفاق مينسك
وتبرز الرغبة الأميركية في خضمّ إعلان رئيس "المجلس الأوروبي" دونالد توسك، أن "الاتحاد الأوروبي ليس بصدد التورط عسكرياً في الأزمة الأوكرانية، وليس بصدد اتخاذ قرار بخصوص صيغة أخرى لمساعدة أوكرانيا، تحديداً عسكرية مثلاً، لأن هذا ليس من صلاحياته". وأضاف توسك أن "الاتحاد الأوروبي لم يؤسَس من أجل ذلك، فليس هناك مثل هذه الأجواء في أوروبا، وليس هناك الكثير من المتحمسين للمطالبة بدعم عسكري مباشر لأوكرانيا. دعونا لا نبني أوهاماً".
اقرأ أيضاً: اتفاقية مينسك ترقد على عبوة ديبالتسيفو الناسفة
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي"، عن مصدر في إدارة "جمهورية دونيتسك الشعبية"، المعلنة من طرف واحد، أنه "خلال يوم واحد تم تسجيل 59 خرقاً للهدنة من جهة القوات الأوكرانية، بما في ذلك استخدام المدفعية في ثماني حالات، والدبابات في تسع حالات، وراجمات الصواريخ في 17 حالة، وقواذف آر بي جي وأسلحة فردية في 14 حالة". وكانت القوات الأوكرانية قد اتهمت قبل ذلك، الانفصاليين بثلاثين حالة خرق للهدنة في دونباس.
وفي إطار انعكاس الأوضاع على وضع السكان وقدرتهم على الصمود، جرى في مارس/آذار استبيان للرأي في أوكرانيا، طرح فيه سؤال "هل تريدون مغادرة البلاد؟". وكشف أكثر من ثلث الأوكرانيين عن رغبتهم في مغادرة البلاد، وقد علّق مدير مركز "الأبحاث الاجتماعية" الذي أجرى الاستبيان، الباحث يفغيني كوباتكو، على هذه النتيجة على هواء قناة "روسيا اليوم"، بالقول إنها "أرقام كبيرة بدرجة لامعقولة، وثلث السكان لا يريدون العيش في بلادهم".
ولاحظ كوباتكو أن "موجة الهجرة بدأت منذ بدء أحداث الميدان الأوروبي، الذي أطاح بسلطة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في كييف، فالأوكرانيون ذوو الكفاءات العلمية العليا لجأوا إلى الغرب، بينما الأفقر إلى الجوار. وقد غادر أوكرانيا مند بدء العمليات العسكرية في دونباس، 2.4 مليون شخص إلى روسيا".
وبالعودة إلى الاستبيان، كشف 47.5 في المائة من المُستطلعين أنهم "يقتصدون في كل شيء، ولكننا ما زلنا نتدبر أمورنا"، وذكر 27.3 في المائة من المُستطلعين أن "الوضع سيئ، وبالكاد نتدبر الأمر". واعتبر 14.5 في المائة أن "الوضع حرج، ولا نستطيع التحمل أكثر". وعن تقييم اتفاقات مينسك، أجاب 35.8 في المائة، أن "القرار شكلي تماماً، ويؤجل استمرار الحرب"، بينما اعتبر 29.5 في المائة أن "الحل اضطراري ولكنه ضروري"، في مقابل 26.6 في المائة قالوا إن "الحلّ صحيح وعادل".
وإذا كان أكثر من ثلث سكان منطقة العمليات الحربية واثقاً من حتمية عودة المعارك، فإنما يدل ذلك على مزاج يسود أوساط الإقليم الانفصالي، ويفيد بعدم جدوى العملية السياسية المتعثرة والتي تأخذ طابعاً شكلياً أكثر مما هو عملي، خصوصاً أنّ لا توافق أميركياً ـ روسياً في الأفق، بل على العكس تحتدم المواجهة الجيوسياسية بين موسكو وواشنطن، في ميادين مختلفة لا تقتصر على أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: أوكرانيا: تنفيذ حذر لاتفاق مينسك