تضامن تونسي لإنقاذ حياة الطفلة منيار من السرطان

17 سبتمبر 2016
تحتاج عملية زرع نخاع شوكي (العربي الجديد)
+ الخط -

تعاني الطفلة التونسية منيار، أربعة أعوام، من المعمورة في محافظة نابل شمال البلاد، من مرض السرطان في مرحلة متقدمة، وتخضع إلى حصص العلاج الكيميائي، مما أثر على بنيتها الجسمانية ومظهرها، فاختفى الشعر الأسود الذي كان ينسدل على كتفيها، وشحب وجهها، وأصبحت خاملة لا تلعب مثل أشقائها وأقرانها.

وتحتاج الطفلة إلى عملية زرع نخاع شوكي في فرنسا لإنقاذ حياتها، وذلك بمجرد صدور نتائج التحاليل التي كانت قد أجرتها بأحد المستشفيات التونسية.

وتقول السيدة هيفاء، والدة منيار، إنّ "نتائج التحاليل ستكون جاهزة يوم الإثنين، وإن على وزارة الصحة التونسية أن توافق سريعاً على نقلها إلى فرنسا لإجراء العملية في غضون أسبوع من صدور النتائج"، مبيّنة أن كثيراً من التونسيين تضامنوا مع طفلتها وأطلقوا عدة صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي مثل "كلنا مع منيار"، "أنقذوا منيار"، لإنقاذ حياة الطفلة وجمع التبرعات التي تمكنها من إجراء العملية في أقرب الآجال.

وأوضحت والدة الطفلة المريضة أن التبرعات بلغت الى حد الآن 90 ألف دينار، أي نحو 40 ألف دولار، في حين أن كلفة العملية تبلغ نحو 120 ألف دينار، أي أن التونسيين تبرعوا بأكثر من ثلثي المبلغ، مشيرة إلى أنها لم تكن تصدق أن يتفاعل التونسيون مع قصة ابنتها بهذا الشكل، وأن يسارعوا إلى المساعدة بمجرد أن تحدثت في وسائل الإعلام المحلية عن إصابتها بالسرطان وحاجتها للعملية.

وأضافت السيدة هيفاء أن لديها 3 أطفال، وأن منيار أصغرهم سنّاً، معتبرة أنه تم اكتشاف إصابتها بورم خبيث يقع بالقرب من الكبد، في سن الثالثة ونصف، ومن يومها بدأت رحلتها مع العلاج الكيميائي.

بدأت العلاج الكيميائي منذ سنة (العربي الجديد)



وأفادت الأمّ بأنّه منذ بدء رحلة العلاج الكيميائي فإن منيار كثيرا ما تسأل عن سبب تساقط شعرها، خاصة أنها تحب أن يبقى طويلا، فتخبرها الوالدة أنه سيعود يوما ما أفضل مما كان عليه، مبينة أنها كثيرا ما تتعب بعد حصص العلاج الكيميائي، وتكون مناعتها ضعيفة، ثم تستعيد عافيتها تدريجيا، ولكن المرض أثرّ على قدميها ومعدتها، حيث إنها تشكو من عدة آلام باستمرار.

وأكدت المتحدثة أنّ شقيقي منيار متأثران بمرض أختهما، وعلى الرغم من أنهما لا يعرفان طبيعة هذا المرض، إلا أنهما كلما وجداها منهكة، خائرة القوى، يحاولان مساندتها، معبرين لها عن رغبتهما في أن تشفى وتنهض لتلعب معهما مجددا.

وكشفت هيفاء أنه على الرغم من مساعدة الصندوق الوطني للتأمين على المرض في التكفل بجزء من حصص العلاج الكيميائي، إلا أن إمكانات الأسرة لا تسمح لها بتدبر بقية المبلغ لنقل منيار إلى الخارج وإجراء العملية التي يجب أن تكون في غضون الأيام القليلة القادمة.

وأشارت إلى أنّ الأمل في شفاء طفلتها يظل ممكنا، على الرغم من أنها في مرحلة متقدمة، ولكن بعد زراعة النخاع الشوكي فإن حالتها ستتحسن وقد تتماثل إلى الشفاء.