تصعيد عسكري في شرق أوكرانيا والمتمرّدون يسقطون مروحيتين

02 مايو 2014
مسلح موال لروسيا شرق أوكرانيا (سكوت أولسن/getty)
+ الخط -

تشهد الحملة الأمنية في شرق أوكرانيا، تصعيداً عسكرياً خطيراً، بعدما تحوّل المسلحون الموالون لروسيا، نحو استخدام الأسلحة المضادة للطائرات، إذ أعلنت كييف اليوم الجمعة، عن مقتل طيار وإصابة آخر في صواريخ أطلقها المسلحون، فيما بدأت القوات الحكومية حملة أمنية واسعة في سلافيانسك، قال المتمردون إنهم أسقطوا طائرة خلالها.

التصعيد يأتي بموازاة اجتماع مرتقب للرئيس الأميركي باراك أوباما، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم في واشنطن. ومن المتوقع أن تتقدّم الأزمة الأوكرانية المباحثات بين المسؤولين، خصوصاً في ظل العقوبات الأميركية والأوروبية المتصاعدة ضدّ موسكو.

وقال وزير الداخلية الأوكراني، أرسن أفاكوف، إن طياراً قتل، وأصيب آخرون بعدما استخدم انفصاليون موالون لروسيا في بلدة سلافيانسك الشرقية صواريخ مضادة للطائرات ضدّ قوات كييف.

وكتب على صفحته على موقع "فيسبوك" "استخدم إرهابيون المدفعية الثقيلة ضدّ القوات الأوكرانية الخاصة، بما في ذلك منصات إطلاق القذائف، والمنصات المحمولة للصواريخ المضادة للطائرات. وقتل طيار وهناك مصابون". كما اتهم الانفصاليين باستخدام قوات من المرتزقة.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، أطلقت القوات الأوكرانية عملية عسكرية واسعة ضد سلافيانسك، الخاضعة لسيطرة الموالين لروسيا. ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن المتحدثة باسم الانفصاليين إنه "هجوم شامل"، مؤكدة إسقاط مروحية تابعة للجيش الأوكراني.

وأضافت المتحدثة أن "مدينة بيلباسيفكا يحتلها عسكريون أوكرانيون". وأعلن الانفصاليون أن مروحية شوهدت قبل ذلك، وهي تحلق بشكل دائري، وعلى علو منخفض، في ما يبدو أنّه جزء من هجوم تشنه القوات الأوكرانية. وأشعل الانفصاليون إطارات لإصدار ساتر من الدخان. ومنذ أكثر من أسبوعين وسلافيانسك خارجة عن سيطرة السلطات في كييف، وفيها يحتجز الانفصاليون مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وفي وقت لاحق، قالت الأجهزة الأمنية الأوكرانية، إن قواتها تقاتل "عسكريين أجانب مدربين تدريباً عالياً" في سلوفيانسك، مضيفةً أن مروحية أسقطت بصاروخ أرض جو متقدم، وإن ذلك يدحض مزاعم روسيا، بأن المدينة خاضعة لسيطرة مدنيين حملوا السلاح.

وذكر وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف، أن القوات الحكومية واجهت مقاومة شرسة من قوات مسلحة موالية لروسيا، غير أنها تمكنت من السيطرة على تسع نقاط تفتيش على طرق مؤدية إلى سلوفيانسك.

في المقابل، ذكر متحدث باسم المسلحين عرف عن نفسه باسم فلاديسلاف، أن قتالاً نشب في عدة نقاط حول المدينة، مضيفاً أن مركبات حكومية مدرعة شوهدت على الطرق المؤدية إلى سلوفيانسك، كما زعم أن القوات الأوكرانية دخلت المدينة.

ومع انطلاق الحملة الأمنية، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هجوم القوات الاوكرانية ضد الموالين لموسكو

الذي سعى لنزع فتيل.

وقال المتحدث ديمتري بيسكوف: "وبينما تبذل روسيا جهوداً لوقف التصعيد وتهدئة النزاع، حرك النظام في كييف القوات الجوية لضرب تجمعات سلمية، وبدا هجوماً انتقامياً، مما يقضي على الأمل الاخير بتطبيق اتفاق جنيف".

كما نقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية، أن موسكو طلبت من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على المساعدة في وقف هجوم القوات الأوكرانية في سلافيانسك.

وقال ممثل روسيا لدى المنظمة أندريه كيلين للوكالة: "لقد اتصلنا بقيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول هجوم القوات المسلحة (الأوكرانية) وطالبنا بوقف الهجوم الانتقامي".

بموازاة احتدام المعركة في شرق أوكرانيا، يستقبل باراك أوباما في البيت الأبيض أنجيلا ميركل، في مباحثات تطغى عليها الأزمة الأوكرانية. وهذا اللقاء سيكون الأول منذ فضيحة تنصت واشنطن على هاتف ميركل.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني، قد حذر من أن "الثمن الذي يجب أن تدفعه روسيا في حال رفضها احترام التزاماتها يتزايد". غير أنه أقر في الوقت نفسه بأن "كل دولة في الاتحاد الأوروبي والولايات والمتحدة وغيرها من الدول تقيم علاقات اقتصادية على مستويات متفاوتة مع روسيا، لذلك فإن فرض عقوبات سيؤثر بشكل مختلف (على هذه الدول)".

المساهمون