تصعيد سعودي كبير في صنعاء والحديدة... والحوثيون يتقدّمون باتجاه مأرب

30 مارس 2020
شنّ الحوثيون هجوماً على آخر القواعد العسكرية للشرعية بالجوف(Getty)
+ الخط -
صعّد التحالف السعودي الإماراتي، اليوم الإثنين، من غاراته على العاصمة اليمنية صنعاء، فيما شنّت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) هجوماً مكثفاً على آخر القواعد العسكرية للشرعية بمحافظة الجوف، بهدف التوغل نحو محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، شرقي البلاد.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن طيران التحالف السعودي شنّ أكثر من 30 غارة على مواقع عسكرية خاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، وسُمع دوي انفجارات عنيفة بعد أسابيع من الهدوء شبه التام.

وتوزعت الغارات على مواقع "الكلية الحربية"، وقاعدة الديلمي الجوية (شمالاً)، ومعسكرات "عطّان" و"النهدين" جنوبي العاصمة.

كما امتد التصعيد السعودي إلى محافظة الحديدة، التي تعيش هدنة هشة منذ توقيع اتفاق استوكهولم منتصف ديسمبر/كانون الأول 2018، وقالت قناة "المسيرة" الحوثية إن 3 غارات استهدفت مدينة المنصري بمديرية الحالي.


وبرّر التحالف السعودي غاراته، قائلاً إنها تستهدف أهدافاً عسكرية مشروعة للحوثيين، وتدمّر القوة الباليستية التي تهدد حياة المدنيين، وفقاً لبيان نشرته وسائل إعلام سعودية.

ميدانياً، أحرز الحوثيون تقدماً كبيراً في آخر مناطق قوات الشرعية بمحافظة الجوف، وذلك بالسيطرة على أجزاء واسعة من قاعدة "اللبنات" العسكرية الواقعة بالقرب من محافظة مأرب، ومناطق المزاريق في صحراء خب والشعف.

وقال مصدر عسكري إن القوات الحكومية تراجعت إلى منطقة الأقشع شمال القاعدة العسكرية، جراء كثافة الهجوم الناري للحوثيين.

وفي حال إسقاط القاعدة العسكرية كلياً، سيكون الطريق سالكاً أمام الحوثيين لإحكام قبضتهم على مأرب من اتجاه الصحراء، والهجوم عبر صرواح، غرب مأرب.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، قد وصف الأنشطة العسكرية البرية والجوية المتصاعدة بالبلاد، بأنها "مخيّبة للآمال"، وتتعارض مع ما أعلنه جميع الأطراف المنخرطة في النزاع من التزام بالعمل على وقف إطلاق النار.

وأعرب غريفيث في بيان صحافي وصلت لـ"العربي الجديد" نسخة منه، عن انزعاجه الشديد من استمرار وتصعيد الأنشطة العسكرية البرية والجوية في اليمن، وخصوصاً في محافظة مأرب وما حولها، والهجمات التي تبناها "أنصار الله" (الحوثيون) ضد المملكة العربية السعودية.

وقال المبعوث الأممي إن العمليات الأخيرة "مثيرة للجزع ومخيبة للآمال"، خصوصاً في الوقت الذي تتصاعد فيه مطالب اليمنيين بالسلام بالإجماع، وبصوت أعلى من أي وقت مضى، لافتاً إلى أن اليمن "يحتاج إلى أن يركز قادته في كل دقيقة من وقتهم لتجنب وتخفيف العواقب الوخيمة المحتملة لتفشي فيروس كوفيد-19".
المساهمون