واصلت أسعار اللحوم في الأسواق السورية ارتفاعها إلى مستويات قياسية، ووصل سعر كيلو الفروج إلى نحو 900 ليرة، مرتفعاً بمعدل 50% خلال أسبوعين، ولحم الخروف إلى نحو 3600 ليرة، مرتفعاً بنسبة 10%، ولحم العجل إلى نحو 2800 ليرة.
وعزا مدير المؤسسة العامة للدواجن، سراج خضر، سبب هذا الارتفاع، إلى قيام مربيّ الدواجن ببيع الفروج في المناطق الساخنة، وهي إدلب وحلب شمالي غرب البلاد، خاصة صوص الفروج، وذلك لارتفاع أسعاره في تلك المناطق إلى نحو 180 ليرة للصوص، في حين لا يزيد عن 100 ليرة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، قبل تراجع العرض وارتفاع الأسعار متأثرة بأسعار اللحوم الحمراء.
وأوضح المسؤول السوري، في تصريحات صحافية، أن: "النقل أيضاً أثّر على ارتفاع أسعار الفروج، فمثلاً أجرة نقل الفروج من حماة إلى الرقة أو القامشلي مثلاً، تكلف 400 ألف ليرة، لمسافة لا تتجاوز 100 كيلومتر"، مشيراً إلى أن هناك 100 ألف صوص فروج، تذهب إلى المناطق الساخنة لتباع هناك في كل أسبوع.
وقال مربي الدواجن، مصطفى شحود، لـ"العربي الجديد"، إن: "ارتفاع مستلزمات الإنتاج من أعلاف ووقود وانقطاع الكهرباء، فضلاً عن شراء "الصيصان" بأسعار مضاعفة، هي الأسباب الأساسية لارتفاع أسعار الفروج".
وأضاف: "ارتفاع تكاليف تبريد المزارع عبر المراوح التي تعمل على مولدات المازوت، تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وهي كفيلة بنفوق قطيع الصيصان، ما يضطرنا إلى التهوية عبر مراوح تعمل على مولدات المازوت، بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 22 ساعة بريف إدلب، وسعر ليتر المازوت 400 ليرة سورية".
وأوضح المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة، عبدالرحمن قرنفلة، أن: "تسارع تداعيات الأزمة على قطاع إنتاج لحوم الدجاج كان عميقاً جداً، وتضافر مع عوامل متعددة، ليؤدي إلى إنهاك القطاع، وتراجع غير مسبوق في مستويات الإنتاج، وارتفاع واسع في أسعار منتجات لحوم الدجاج، رغم الجهود الكبيرة التي اتخذتها الحكومة في هذا المجال".
وطاولت ارتفاعات الأسعار، اللحوم الحمراء، حيث زاد سعر كيلوغرام لحم الخروف عن 3800 ليرة بدمشق، ونحو 2800 ليرة في المناطق المحررة شمال غرب سورية.
وبحسب اقتصاديين، فإن قرار وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية السماح بتصدير الخراف إلى دول الخليج، أثر على كمية المعروض في الأسواق السورية، كما عمل على زيادة ارتفاع الأسعار.
وقال تاجر الأغنام رضوان محمد من منطقة ببيلا بدمشق، لـ"العربي الجديد"،: "ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بنسبة 10% خلال الأيام الأخيرة، ووصل سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى نحو 3600 ليرة سورية، ولحم كيلو العجل نحو 2800 ليرة، ولحم كيلو الجاموس المجمّد لنحو 1800 ليرة سورية".
وأضاف: "سماح وزارة الاقتصاد بتصدير الأغنام عمل على ارتفاع الأسعار، رغم عدم قدرة السوريين الشرائية، وتوجه معظمهم للحوم المجمدة المستوردة مجهولة المصدر".
وكان قطاع الثروة الحيوانية في دمشق وريفها قد تعرض لخسائر سنوياً بنحو 20 مليار ليرة خلال الثورة، إضافة إلى 8 مليارات ليرة لقطاع الثروة النباتية، وفق ما أكده مدير زراعة دمشق وريفها، المهندس علي سعادات.
وقال سعادات في تصريحات صحافية: "تتمثل الخسائر في العائد الاقتصادي للدولة، وخسائر في النقص الحاصل في أعداد قطيع الأغنام والأبقار والماعز، حيث خسر القطاع الحيواني أكثر من 60% من إنتاجه، وما يقدمه من عائد اقتصادي"، مبيناً أن خسائر قطاع الثروة النباتية نتيجة خروج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، ورفع تكاليف شراء الأسمدة والعلف مقارنة مع السنوات السابقة.
وتشهد الثروة الحيوانية في سورية حالات تهريب إلى الدول المجاورة، للهروب من مخاطر تربية الحيوانات، والاستفادة من فارق السعر. وقال مسؤول حكومي إن: "بعض المهربين يعمدون إلى نقل الأغنام من سوق الملاحة شرق حمص، حيث يعملون على تقسيم الأغنام على عدّة سيارات، تكتفي كلّ سيّارة بحمل ما لا يتجاوز 5 رؤوس، لإعفائها من مساءلة دوريّات الجمارك، بحسب القانون السوري".
اقرأ أيضاً: السوريون يشتكون من غلاء اللحوم والأجور لا تغطي الضروريات