وأكدت مصادر ميدانية من المقاومة، لـ"العربي الجديد"، أن معارك عنيفة، تشتد بين الحين والآخر، تدور في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، التي تسيطر على أغلب مديرياتها المقاومة وقوات الجيش الموالية للشرعية، وبدأت منذ نحو أسبوع عملية لتحرير جبل استراتيجي، "هيلان"، يطل على مناطق مهمة في مأرب، كان الحوثيون يستخدمونه للقصف في اتجاه المحافظة، وتجري المعارك بالترافق مع قصف جوي لمقاتلات التحالف تساند فيها القوات الموالية للشرعية.
ويقع "هيلان" ضمن منطقة "صرواح"، التي تعد من آخر مديريات مأرب، التي يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على أجزاء منها، وتتصل بمناطق تابعة إدارياً لمحافظة صنعاء (الضواحي)، وينفذ التحالف غارات متجددة بصورة شبه يومية في "صرواح"، في وقت تتوقع المقاومة فيه أن يتم الانتهاء من تحريرها الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاً: غارات متجددة في صنعاء ومأرب والجوف ومعارك بتعز
وفي محافظة الجوف، الواقعة إلى الشمال من مأرب، تدور معارك متقطعة بين المقاومة والجيش الموالي للشرعية من جهة، وبين الحوثيين والموالين للمخلوع من جهة أخرى، في مناطق في مديريتي "الغيل" و"خب والشعف"، فيما كثف التحالف غاراته خلال الأيام الماضية، ونفذت عشرات الضربات في مديرية "الغيل"ومناطق متفرقة، أشارت مصادر محلية إلى أنها أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المليشيات، بالإضافة إلى تدمير آليات.
وفي الأطراف الشرقية لصنعاء، على الحدود مع مأرب، تتواصل المعارك المسلحة وسط تقدم للمقاومة والجيش الموالي للشرعية بمناطق جبلية في مديرية "نِهم"، إحدى أكبر مديريات صنعاء (الضواحي)، وتشهد مواجهات منذ منتصف ديسبمر/كانون الأول الماضي، حين تقدمت قوات موالية للشرعية من جهة مأرب وفتحت أول جبهة مواجهات مفتوحة بشكل مباشر في منطقة تابعة لصنعاء.
ويأتي تواصل المعارك في أطراف صنعاء، فيما صعد التحالف غاراته في العاصمة وضواحيها خلال الأيام الماضية بشكل لافت، وقصف بعشرات الضربات الجوية أهدافاً في مديريات "نِهم" و"سنحان" و"بني حشيش" و"بني مطر" و"همدان" و"بلاد الروس"، وفي العاصمة استهدفت الضربات منطقة "النهدين"(مقر الرئاسة ومحيطه)، ومواقع شمال العاصمة قريبة من التلفزيون، كما استهدف بغارة عنيفة، لأول مرة، معسكراً يتبع "الشرطة الراجلة" في شارع "العدل"، القريب من صنعاء، فيما قُتل الصحافي، مقداد مجلي، ويعمل مراسلاً لإذاعة أميركية، جراء غارة جوية وقعت في منطقة "حمام جارف"، جنوب صنعاء.
اقرأ أيضاً: اليمن: المقاومة تتقدم في الضالع ومقتل 26 شخصا بصنعاء
وفي محافظة حجة شمالي البلاد، تتواصل المعارك في منطقتي "حرض" و"ميدي"، بين قوات يمنية موالية للشرعية تقدمت من جهة السعودية، وسيطرت على المنفذ الحدودي، الذي كان متوقفاً بسبب المعارك (حرض)، وبين الحوثيين وحلفائهم الذين لا يزالون يسيطرون على أجزاء من المديريتين الواقعتين شمالي غرب البلاد.
وفي محافظة صعدة، معقل الحوثيين، تواصل قوات التحالف غاراتها الجوية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم في مديريات متفرقة، مع تركز الضربات في المناطق الحدودية ومعاقل قيادات الجماعة. وفي المقابل، عاود الحوثيون وحلفاؤهم التصعيد مجدداً من خلال شن هجمات في اتجاه مواقع حدودية مع السعودية، وخصوصاً في منطقتي "الخوبة" و"الربوعة" بجيزان وعسير، وسط أنباء عن سقوط العشرات من القتلى في صفوفهم في هجمات في المناطق القريبة من الحدود.
وفي تعز، تتواصل المعارك في جبهات القتال بين المقاومة والحوثيين على أطراف المدينة والمناطق الساحلية والقريبة من محافظة لحج، مع تصاعد ملفت بوتيرة الغارات الجوية في الفترة الأخيرة، بالترافق مع معلومات عن استعدادات لعملية حاسمة تنتهي بتحرير المحافظة، التي تعد أبرز جبهة مواجهات مباشرة مستمرة منذ أبريل/نيسان الماضي.
وتأتي موجة التصعيد في المعارك الميدانية والغارات الجوية في أبرز المحافظات، وسط حالة من الإرباك في صفوف الحوثيين وحلفائهم، جراء الخسائر الميدانية البشرية والمادية التي تلحق بهم، بشكل يومي، بسبب الضربات الجوية والمعارك، فيما فقدت الجماعة أغلب رهاناتها التي كانت تعول عليها الأشهر الماضية، وفي مقدمتها عامل الوقت والحل السياسي، إذ كانت الجماعة تأمل مخرجاً يجنبها الخضوع لمطالب الشرعية.
اقرأ أيضاً: رئيس لحنة الإغاثة اليمني: تعز تقترب من مصير مضايا