تصاعد التحريض ضد زعبي في حيفا: سنطردها بالدم والنار

10 اغسطس 2014
تظاهرات لليمين الإسرائيلي في حيفا (أرشيف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

لا يترك اليمين الإسرائيلي فرصة إلا يستغلها للتحريض على الفلسطينيين في الداخل، واتهامهم بأنهم طابور خامس، يعملون ضد الدولة ويتضامنون مع الشعب الفلسطيني. وكعادته منذ العدوان على غزة، يستند اليمين في خطواته إلى الأجواء المناهضة والمعادية للعرب وتنامي مظاهر الفاشية الى حد الدعوة الصريحة للقتل.

وقد شهدت مدينة حيفا، ليلة السبت، دورة جديدة من التحريض الفاشي ضد الفلسطينيين في الداخل، واعتبارهم خطراً أمنياً داخلياً يهدد الأمن الإسرائيلي، وذلك بعد التظاهرات التي شهدتها بلدات الداخل الفلسطيني من الجليل إلى النقب ضد العدوان وتضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وكرّر اليمين المعزوفة نفسها مع تصعيد في لهجة التحريض ضد النائبة الفلسطينية، حنين زعبي، إذ دعا أنصار اليمين، خلال تظاهرة في حيفا، السبت، إلى طرد زعبي بالدم والنار، دون أن يعترض أحد على هذه الهتافات وتحت سمع وبصر عشرات أفراد الشرطة. كما دعوا إلى مواصلة العدوان على قطاع غزة ومحو حركة "حماس" والقضاء عليها.

في المقابل، تجمّع العشرات من الناشطين العرب في المدينة، ورددوا شعارات مناهضة للعدوان وفي مقدمتها: "من حيفا لغزة اشتدي يا أرض اشتدي".

وكان اليمين استبق تظاهرته بالدعوة إليها على موقع "فيسبوك" تحت شعار: "الحرب على البيت". وكتب منظمو التظاهرة في تحريضهم: "منذ فترة طويلة أهملت حكومة إسرائيل موضوع الأمن الداخلي، ونتيجة لذلك هناك عمليات إرهابية لعرب أصحاب الهوية الزرقاء، يقومون بها وتهدر دم أبناء شعبنا. فعليه قررنا عدم السكوت أكثر وسنخرج الى الشوارع!". ودعا اليمين إلى التظاهر قبالة مقر الحزب الشيوعي في حيفا.

وجاء في الدعوة أيضاً، أن "التظاهرة ستقام في منطقة "التعايش المشترك"، حيث يتم رفع أعلام فلسطين و"داعش" على بيوتهم، ويقومون بالتحريض على الشعب اليهودي".

وعلّق الناشط السياسي، ابن مدينة حيفا، عروة سويطات، لـ"العربي الجديد"، بالقول إن "هذه التظاهرة هي جزء من سلسلة نشاطات يقوم بها اليمين المتطرف، والذي أصبح التيار المركزي المتمثل في الإعلام والعقلية العنصرية التي تحكم البلاد"، مضيفاً: "هدفهم واضح ألا يكون هناك أي عربي في حيفا، لكن حيفا هي قلعة عربية فلسطينية".

أما عضو بلدية حيفا، عرين عابدي زعبي، فقالت: "هناك تيار يمين متطرف يقوى أكثر فأكثر. هؤلاء يحاولون أخذ القانون بيديهم، وكنت أتوقع من بلدية حيفا ألا تسمح لهم بالتظاهر".

وجاءت تظاهرة السبت في الوقت الذي من المقرر أن تمثل فيه النائبة زعبي، الاثنين، للتحقيق معها في مقر شرطة اللد، وذلك إثر تقديم ثلاثة من أفراد الشرطة الإسرائيلية شكاوى ضدها، بتهم التحريض ضدهم والإساءة إليهم أمام جمع من المواطنين في المحكمة اللوائية في الناصرة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.

ويأتي ذلك بعدما أوصى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية بفتح تحقيق ضد حنين زعبي، وإقراره بأن الشكاوى المقدمة ضدها لا تدخل ضمن حصانتها البرلمانية، علماً بأن زعبي تعرضت قبل شهر للاعتداء عليها من قبل الشرطة الإسرائيلية خلال تظاهرة مناهضة للعدوان في مدينة حيفا.

كما تعرضت لحملة تحريض عنصرية ودموية شارك فيها عدد من أعضاء الكنيست والوزراء، وفي مقدمتهم وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الذي قال إن مصير حنين زعبي يجب أن يكون مشابهاً لمصير منفذي عملية خطف المستوطنين الثلاثة من الخليل في يونيو/ حزيران الماضي.

المساهمون