كشفت تقارير جديدة أنّ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (FGM) يجري بشكل متزايد للفتيات الرضيعات وبعمر الطفولة المبكرة، في المملكة المتحدة.
وأوضحت الدكتورة شارلوت برودمان، خبيرة في مجال ختان الإناث، إنه من المستحيل تقريباً اكتشاف هذه العملية، لأن البنات يتعرضن لتلك العمليات قبل دخولهن المدرسة، أو لسن كبيرات بما يكفي للإبلاغ عنها.
وبيّن أحد التقارير، في مقاطعة يوركشاير شمال بريطانيا، أنّ عمر إحدى ضحايا الختان كان شهراً واحداً فقط.
كذلك أعلن المركز الوطني لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في بريطانيا أنه لم يندهش حين عرف أن الضحايا ربما يكنّ أصغر سنا الآن. وذكرت مؤسسة "برنارندوز" الخيرية ورابطة الحكومات المحلية، اللتان تديران المركز، أن إشراك المجتمع المحلي كان "مفتاحاً لحماية الفتيات".
وتأتي تعليقاتهم بعد أول إدانة في المملكة المتحدة لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، لأم أوغندية، بتهمة إخضاع طفلتها البالغة من العمر ثلاث سنوات لعملية ختان. واعتبرت مذنبة أمام محكمة أولد بيلي، يوم الجمعة الماضي، لقيامها بتشويه الأعضاء التناسلية لابنتها، في حين اعتبر شريكها الغاني، بريئاً من هذه التهمة.
ويشمل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث إزالة جزء أو كامل الأعضاء التناسلية الخارجية للإناث.
وقالت برودمان إن "البيانات التي تظهر أن ختان الإناث يجري الآن على الأطفال في بريطانيا كثيرة". وأضافت: "هؤلاء الفتيات لسن في المدرسة، ولا في الحضانة، لذا يصعب على أي سلطة عامة أن تدرك ما يحدث لهن... ومن خلال إجراء هذه العملية في سن مبكرة، يتهرب مرتكبوها من القانون".
وردّا على طلب حرية المعلومات، قالت شرطة غرب يوركشاير إن ربع تقاريرها عن الختان، بين عامي 2015 و2017، شملت ضحايا تتراوح أعمارهن بين ثلاثة أعوام وما دون ذلك.
ولفت المركز الوطني لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، إلى وجود أدلة تفيد بأنه يمكن إبطال قوانين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية عن طريق إجراء العملية لفتيات في سن أصغر بكثير، حين تعجز الفتيات عن التبليغ، وتشفى الجروح بشكل أسرع، ما يصعب الملاحقة القضائية. وأضاف: "يجب أن يكون هناك اعتراف أكبر بهذه القضية عبر مناطق مختلفة من المملكة المتحدة".
وفي هذا الشأن، يقول الخبراء إن السلطات تحتاج إلى نهج أكثر تنسيقاً عند التعامل مع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
ويعتبرون أن خدمات الأطفال تتردد بالتدخل في تلك الحالات، كما أن الأطباء لا يقدمون دوماً بلاغات للشرطة عند اكتشافهم وقوع تلك العمليات، أما إذا رفعوا بلاغاتهم للشرطة فإن الضباط لا يعرفون دائماً ما الذي ينبغي القيام به.
ولفتت برودمان إلى "القلق بشأن الحساسيات الثقافية، خوفاً من وصفهم بالعنصرية"، موضحة أنّ تلك الأسباب ربما هي التي أدت إلى استغراق الأمر سنوات عدة كي تدان أول امرأة في المملكة المتحدة بهذه الجريمة.
وتظهر الأرقام التي عرضها برنامج فيكتوريا ديربيشاير (يعرض قصصا واقعية تحدث في جميع أنحاء بريطانيا على هيئة الإذاعة البريطانية 2)، إجراء 939 مكالمة مع خدمات الطوارئ للإبلاغ عن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بين عامي 2014 و2018. في حين لم يصل إلى "دائرة الادعاء الملكية" منذ عام 2010، سوى 36 إحالة لختان الإناث، أبلغت عنها الشرطة.
وقدّر تقرير عام 2015 لجامعة "سيتي لندن" أن 137 ألف امرأة وفتاة في إنكلترا كنّ ضحايا ختان الإناث.