تشكيك بتصريحات السيسي حول "الإخوان": تجميل ضروري لزيارة بريطانيا

04 نوفمبر 2015
يتّهم المعارضون السيسي بانفصام الشخصية(محمد كامان/الأناضول)
+ الخط -
أثار تصريح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حوار مع هيئة الاذاعة البريطانية، "بي بي سي"، ونُشر أمس الأربعاء، على موقعها، والذي قال فيه إن "المئات من الذين حُكم عليهم بالإعدام في القضايا المتعلقة بالإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، لن تنفّذ فيهم الأحكام، إمّا لكونهم حوكموا غيابياً أو لأنهم سيستأنفون الأحكام"، ردور فعل المعارضين المصريين، الذين اعتبروا أنّ كلامه لا يمتّ للحقيقة بأيّ صلة، وأنّه يسعى فقط لتأمين مصالحه أينما حلّ.

ودافع عن قوانين مكافحة الإرهاب التي سنّتها حكومته من دون وجود برلمان بقوله "نريد بعض الاستقرار، ولكننا لا نريد أن نحقق ذلك بالقوة أو الإكراه، بل نريد تنظيم وضبط المجتمع". وتخللت المقابلة مواقف وجد فيها البعض مادة للسخرية، مثل قوله "لا بأس أن تتم مراقبة حقوق الإنسان في مصر، ولكن الملايين الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، أليس من الأفضل السؤال عنهم؟".

تصريحات السيسي حول "الإخوان" ليست الأولى من نوعها، إذ يعمد الرئيس المصري إلى التقرّب من "الجماعة" في كل زيارة يقوم بها إلى الخارج، وقد صدر تصريحه، أمس، قبل مغادرته القاهرة، متّجهاً إلى بريطانيا لمدة 3 أيام، وسط انتقادات كثيرة طالت هذه الزيارة حتى من بريطانيين. وردّاً على سؤال في الحوار ذاته حول "إمكانية أن يقوم الإخوان المسلمون بدور في مستقبل مصر"، قال السيسي إنّ "الإخوان جزء من الشعب المصري، ولذا على الشعب المصري أن يقرر طبيعة الدور الذي يمكن أن يقوموا به".

يعلّق أمين لجنة العلاقات الخارجية في حزب "الحرية والعدالة"، المهندس محمد سودان، المقيم في بريطانيا، على تصريحات السيسي، معتبراً كلامه "كذباً". ويضيف سودان في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "السيسي عندما يسافر إلى الخارج يصدر مثل هذه التصريحات من باب تلميع صورته، على الرغم من أنه هو نفسه الذي وقف أمام جمْعٍ من القضاة خلال جنازة النائب العام السابق هشام بركات، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، ليحرّضهم على ضرورة الإسراع بأحكام الإعدام وتنفيذها تحت مسمى العدالة الناجزة".

ويعتبر سودان أنّ "السيسي يبدو أنه مصاب بانفصام الشخصية، لأنه هو نفسه من قال في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام عنه، إنّ الإخوان لم يعد لهم مكان في الحياة السياسية"، مشدداً في الوقت ذاته، على أنّ مثل تلك التصريحات من قائد الانقلاب، بحسب سودان، هي للاستهلاك الخارجي المؤقت فقط الذي ينتهي بانتهاء زيارته إلى أي دولة. ويطالب القيادي في حزب "الحرية والعدالة"، السيسي "إذا كان جادّاً في تصريحاته، ويريد بداية مرحلة جديدة، فليظهر أي بوادر حسن نية من جانبه، مثل الإفراج عن السجناء، وإخلاء سبيل النساء من السجون".

اقرأ أيضاً النقض المصرية: قرار اعتبار الإخوان إرهابيين لاغ وباطل

من جهته، يقول مصدر بارز في جماعة "الإخوان" داخل مصر، إنّ "السيسي يغازل الغرب فقط، ولكن على الأرض لا توجد أي نية لدى النظام الحالي لمصالحة الإخوان أو على الأقل تهدئة الأوضاع"، مضيفاً أنّ "الممارسات وما وصل من رسائل تؤكد أنه يعتقد أنّه قادر على استئصال الجماعة بشكل كامل، وهو واهم".

ويلفت القيادي الإخواني في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "السيسي يخشى من حصول الإخوان على موطئ قدم في الحياة السياسية والعامة، لأنه يدرك أنهم سرعان ما يستعيدون مكانتهم بين الناس التي حاول الإعلام تشويهها طوال العامين الماضيين، لذلك هو لن يفكر في تهدئة أو تغيير فكره بشأن الجماعة إلا عندما يكون مجبراً على ذلك".

وفي ما يتعلق بالتحركات التي يقوم بها المعارضون لزيارة السيسي إلى بريطانيا، يوضح سودان أنّ هناك 55 شخصية عامة بارزة خاطبت الحكومة البريطانية أمس الأوّل الثلاثاء، لوقف الزيارة، حفاظاً على سمعة بريطانيا السياسية.

بدوره، يشير مصدر رسمي مصري لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه "كان هناك اتجاه لتأجيل الزيارة مرة أخرى من جانب الحكومة البريطانية بسبب الضغوط التي تتعرض لها من منظمات حقوقية دولية والرأي العام البريطاني، إلّا أنّ ضغط إحدى الدول العربية الداعمة للسيسي، على حكومة دايفيد كاميرون من خلال التلويح بتعليق صفقات تجارية ضخمة مع بريطانيا، حال دون ذلك".

اقرأ أيضاً السيسي في لندن: الزيارة الخارجية الأصعب

المساهمون