فرضت القوات العراقية، اليوم الأربعاء، إجراءات أمنية مشددة، في المحافظات الجنوبية، تحسبا لأية هجمات مباغتة قد يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعد يوم واحد على تهديدات أطلقها التنظيم باستهداف جنوبي العراق.
وقال مصدر في قيادة عمليات الفرات الأوسط، المسؤولة عن الملف الأمني في جنوب العراق، إن قوات عراقية من الجيش والشرطة الاتحادية، فرضت صباح اليوم، إجراءات أمنية إضافية، في المحافظات الجنوبية، على خلفية التهديدات التي أطلقها "داعش".
وأكد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه تم نشر قوات جديدة في محيط المدن الرئيسية، وفرض إجراءات تدقيق على الوافدين إلى هذه المناطق، من قبيل الدخول بكفيل من أهالي المنطقة، أو ترك الوافد بطاقته الشخصية عند إحدى نقاط التفتيش، لحين مغادرته المدينة.
وأشار المصدر إلى إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في المحافظات الجنوبية، التي تشهد مواكب إحياء مراسم دينية، مبينا أن هذه الإجراءات ستستمر حتى زوال خطر التهديدات.
إلى ذلك، قال النقيب في شرطة محافظة بابل (100 كيلومتر جنوبي بغداد)، عباس الشويلي، إن القوات العراقية شددت إجراءات الأمن، في مدخل الآثار الشمالي، الذي يربط المحافظة بالعاصمة بغداد، والمناطق المحيطة به. وأضاف، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هذه الإجراءات جاءت لمنع تسلل عناصر من تنظيم "داعش" إلى بابل.
وطلب تنظيم "داعش"، أمس الثلاثاء، من عناصره، الاستمرار في مقاومة من سماهم "قتلة الحسين".
وبث المكتب الإعلامي لما يسمى بـ"ولاية الخير" التابع للتنظيم، مقاطع فيديو بعنوان "القلعة العصياء"، ظهر فيها عناصر من "داعش" يطالبون مقاتلي التنظيم في الموصل بعدم التهاون، والاستمرار في القتال ضد من وصفهم بـ"المرتدين الكرد، والرافضة، والتحالف الصليبي".
وطالب التنظيم، المسلمين، خارج مناطق سيطرته، بتنفيذ عمليات ضد من سماهم بـ"الكفار"، مهدداً بنقل المعارك إلى جنوب العراق.
وتعد محافظات العراق الجنوبية آمنة نسبيا بالمقارنة مع مناطق العراق الأخرى. ولم تتمكن عناصر "داعش"، من السيطرة عليها، باستثناء بلدة جرف الصخر في محافظة بابل التي سقطت بيد التنظيم نحو خمسة أشهر بين (يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني 2014)، كما تمثل المناطق الجنوبية الحاضنة الأوسع لمليشيات "الحشد الشعبي".