تشدد ترامب مع شركاء النافتا تهدّد بتحولهم نحو آسيا

31 اغسطس 2017
تغريدات ترامب تزعج الشركات الأميركية(Getty)
+ الخط -
مع استعداد الولايات المتحدة المتحدة لخوض الجولة الثانية من محادثات اتفاقية التجارة الحرة مع كل من كندا والمكسيك، قالت تقارير أميركية أمس، إن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء الاتفاقية التجارية، تهديدات فارغة لأنه لا يملك كامل السلطات القانونية لتنفيذ مثل هذا التهديد ويحتاج إلى الكونغرس. وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" في تقرير أمس، إن الرئيس ترامب يقصد من هذا التهديد المساومة على الحصول على أكبر منافع ممكنة من الاتفاقية أو ربما الابتزاز. وتتخوف الشركات الأميركية من فقدان الأسواق الكندية والمكسيكية في حال استمرار الرئيس ترامب في تهديداته، وتذهب هذه الأسواق إلى الصين وآسيا. ويذكر أنه منذ وصول ترامب للحكم تتزايد الاستثمارات الصينية في كلتا الدولتين، كما تتجه الشركات الصينية لاقتناص اي فراغ تتركه نظيراتها الأميركية. 
وأشار ترامب في تغريدة في نهاية الأسبوع الماضي، إلى أن عملية إعادة التفاوض التي تجرى مع كندا والمكسيك بشأن الاتفاقية المستمرة بين الدول الثلاث منذ 23 عاماً صعبة جداً، وإنه لا يزال يدرس تمزيق الاتفاقية. ومن المقرر أن تعقد جولة أخرى من إعادة التفاوض في أول سبتمبر/أيلول، في مكسيكو سيتي بعد انتهاء الجولة الماضية باتفاق فرق التفاوض على التكتم على ما جرى في المحادثات.
ولكن في مقابل تهديدات ترامب، فإن كلا من المكسيك وكندا تتجهان إلى شركاء في أوروبا وآسيا لتعويض فاقد التجارة مع أميركا. فبينما تتجه المكسيك إلى الصين في الحصول على استثمارات وربما لاحقاً في التعاقدات النفطية، وقعت كندا اتفاقية للشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي، كما ألمح بعض السياسيين الكنديين إلى توسيع التعاون التجاري مع الصين ودول آسيا الأخرى.
في هذا الصدد قال تقرير لوكالة شينخوا شبه الرسمية الصينية، يوم الثلاثاء، إن بعض القيادات السياسية في كندا باتت تتبرم من الضغوط الأميركية، ومن الواضح بشكل متزايد أن كندا بحاجة إلى تحويل أهدافها التجارية والاستثمارية باتجاه آسيا، بعد أن جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بتمزيق اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، حسبما قال سيناتور كندي هنا يوم الثلاثاء.
وقال السيناتور الكندي المستقل يويان باو ووه، الذي عينه رئيس الوزراء جاستن ترودو في العام الماضي، "إنه نفس الدرس الذي نناقشه منذ 20 عاماً، ألا وهو أننا لا يمكن أن نضع كل بيضنا في سلة واحدة، سلة الولايات المتحدة". وأضاف ووه، الرئيس السابق لمؤسسة آسيا الباسيفيك الكندية البحثية، للوكالة الصينية، يوم الثلاثاء، "الكنديون بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التطلع الى مصادر بديلة لأسواق الصادرات وأسواق الواردات والاستثمار الأجنبي".
وتابع السيناتور قائلاً "أؤكد أنه بينما نحاول تعميق علاقتنا الاقتصادية مع الصين والدول الآسيوية الأخرى أيضاً، يحب ألا يكون التركيز على التجارة فقط، وإنما يجب أن يمتد إلى الاستثمار والاستثمار البيني أيضاً، وهذا يشمل الترحيب باستثمار الشركات الصينية والكورية والتايلاندية والماليزية والفيليبينية في كندا".
وقال ووه" كل شيء سري، لكننا نعرف أن الرئيس ترامب هدد بتمزيق الاتفاق. أعتقد لحد ما أن الرئيس ترامب جعل الأمر أكثر صعوبة على فريقه. وليس من الواضح أنه سيمضي باتجاه إلغاء الاتفاق تماماً، إذا حاول، فإنه سيواجه معارضة شديدة وسوف يعصف ذلك ببساطة برصيده السياسي ومصداقيته". وأضاف ووه، أن ترامب سيواجه كذلك معارضة شديدة من الولايات الحدودية الأميركية مع كندا ومن الكونغرس ومجلس الشيوخ إذا اختار الانسحاب من النافتا.
وتبقى الولايات المتحدة الشريك التجاري الأهم لكندا. وقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في العام الماضي أكثر من 544 مليار دولار، وفقا للأرقام الرسمية الأميركية. بيد أن الصين تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري لكندا، وازداد النشاط الاقتصادي بين البلدين بنسبة تفوق 105 خلال عام 2016، ليصل إجمالي حجم التجارة بينهما إلى 68.8 مليار دولار.
وفي حال لم تصل المفاوضات إلى نتيجة سريعة، بحسب ووه، فإن العملية قد تستغرق وقتاً أطول من فترة الأشهر الستة المتوقعة عند بداية المحادثات.
(العربي الجديد)
المساهمون