تشاؤم فرنسي ومخاوف ألمانية من فشل قمة العشرين

29 نوفمبر 2018
ماكرون وزوجته لدى وصولهما إلى الأرجنتين أمس (فرانس برس)
+ الخط -

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، من أن قمة مجموعة العشرين التي تعقد في بوينس آيرس تواجه "خطر حرب تجارية مدمرة". وكان ماكرون وصل مع زوجته بريجيت مساء أمس الأربعاء، إلى بوينس آيرس حيث قام بزيارة رسمية الخميس قبل مشاركته في قمة العشرين غداً الجمعة.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي لأميركا الجنوبية، لبلد تعتمد عليه فرنسا للحصول على دعم لمواقفها. 

وقال ماكرون إن "الخطر الذي نواجهه" بشأن المناخ والتجارة "هو تعطيل اللقاءات التعددية مثل مجموعة العشرين".

وأضاف في حديث لصحيفة أرجنتينية، أنه "بشأن التجارة، الخطر هو إضعاف منظمة التجارة العالمية التي تشكل أكبر منصة لتنظيم التجارة العالمية على الرغم من عيوبها"، مذكراً بأن فرنسا والاتحاد الأوروبي يقترحان إدخال إصلاحات على هذه المنظمة.

وتابع: "إذا لم نظهر تقدماً ملموساً، فإن اجتماعاتنا الدولية ستصبح بلا فائدة، وستؤدي حتى إلى نتائج عكسية".

وحول المناخ الذي تفتتح الأحد في بولندا قمة حوله، عبّر الرئيس الفرنسي عن أمله أن "نستخدم هذا المنتدى لنظهر طموح كل الذين لا يريدون فقط حماية اتفاق باريس، بل الذهاب أبعد منه، عبر توضيح أو تعزيز التزاماتهم بشأن المناخ".


من جهة أخرى، أكد ماكرون أن فرنسا "تؤيد اتفاقاً تجارياً يعود بالفائدة على الطرفين، بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور" وهي المجموعة الاقتصادية لاتحاد دول أميركا الجنوبية، الذي يضم البرازيل والأرجنتين وباراغواي والأوروغواي. 

وتجري مفاوضات بين الطرفين منذ عشرين عاما. وقال الرئيس الفرنسي، بسبب "حساسيات زراعية" وخصوصا قطاع تربية الأبقار في فرنسا، "ما زلنا في وضع بعيد عن التوصل" إلى اتفاق، بينما يهدد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بمغادرة هذا التكتل الإقليمي.

وحول سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعترف ماكرون بأنه "صحيح أن بعض القرارات الأخيرة للولايات المتحدة جاءت على حساب حلفائها". وقال: "في أوقات الأزمات هذه بالتحديد، يجب أن ندافع عن قيمنا المشتركة التي تعتمد على النموذج التعددي والتعاون".

وأضاف: "إنه أيضاً طموحي للرئاسة الفرنسية لمجموعة السبع في 2019". وحول زيارته لأميركا الجنوبية، أشار ماكرون إلى أن "إصلاح النظام التعددي ومكافحة التفاوت الاجتماعي والدفع باتجاه برنامج دولي طموح للتنوع الحيوي ومكافحة اضطرابات المناخ، كلها مواضيع تشترك فرنسا وأميركا الجنوبية في طرحها".

وشمل برنامج ماكرون في بوينس آيرس اليوم الخميس، لقاءات ثقافية وسياسية. والجمعة والسبت سيعقد ماكرون على هامش قمة العشرين، لقاءات ثنائية خصوصا مع الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين. لكنه قد لا يلتقي الرئيس الأميركي، الذي يعقد اجتماعات مع قادة آخرين بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حسب برنامج البيت الأبيض.

بدوره، قال مسؤول ألماني لوكالة "رويترز" اليوم الخميس، إن مفاوضات مجموعة العشرين ستكون عسيرة للغاية هذا العام. ورداً على سؤال بشأن ما إن كان من الممكن أن تشكل ألمانيا تحالفات خلال قمة العشرين، على خلفية النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، قال المسؤول: "لا يتعلق الأمر بتشكيل تحالفات خلال القمة".
المساهمون