ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس، بفضل حالة التفاؤل بأن المحادثات خلال اجتماع مجموعة العشرين قد تساعد الاقتصاد العالمي وتحسن الطلب، لكن المكاسب جاءت محدودة بعد أن سجلت مخزونات الخام الأميركية أعلى مستوياتها في عام.
ومن المقرر أن يلتقي خلال القمة كل من الرئيسين الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
وفي التعاملات المبكرة اليوم، في لندن، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي 20 سنتاً بما يعادل 0.4% إلى 50.49 دولارا للبرميل. وكانت السوق ختمت الجلسة السابقة منخفضة 2.5%عند 50.29 دولارا للبرميل بعد أن سجلت أدنى مستوياتها منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وزاد خام القياس العالمي برنت 6 سنتات أو 0.1% إلى 58.82 دولارا للبرميل بعد أن نزل 2.4 % أمس، إلى 58.76 دولارا للبرميل. وارتفع كلا الخامين أكثر من واحد بالمئة في أوائل المعاملات الآسيوية.
وقال كبير المحللين لدى سي.إم.سي ماركتس، مايكل مكارثي: "رأينا زيادات ضخمة في المعروض وهناك شكوك إزاء حالة الطلب. لكن، قد نرى تحركاً في قضايا التجارة العالمية خلال اجتماع مجموعة العشرين الذي يبدأ اليوم الجمعة".
وأضاف "أعتقد أننا نرى بعض تكوين المراكز قبيل تلك الأحداث المحتملة الإيجابية للطلب".
وتعتمد أسعار النفط إلى درجة كبيرة على معدل النمو الاقتصادي العالمي ويترقب تجار النفط حدوث تقدم في النزاع التجاري بين واشنطن وبكين.
ويذكر أن معدل النمو الاقتصادي الصيني يعد من أهم العوامل في ارتفاع صادرات النفط، حيث أصبحت الصين أكبر مستورد للنفط. وبلغت وارداتها في شهر أبريل/ نيسان الماضي أكثر من 9 ملايين برميل يومياً. وصعد إجمالي وارداتها بأكثر من 20%.
وقالت هيئة الجمارك في الصين وقتها، إن وارداتها من النفط بلغت 9.6 ملايين برميل يومياً في الشهر الماضي.
لكن من المعتقد أن ينخفض استهلاك الصين من النفط في حال استمرار تصاعد الحرب التجارية وانخفاض معدل النمو الاقتصادي الصيني إلى 6.3% خلال العام المقبل.
وعلى مدار الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري ارتفعت واردات الصين من النفط بنحو 8.9% على أساس سنوي. ولكن قد لا يعكس ذلك الطلب بقدر ما يعكس مشتريات الصين لملء خزانات الاحتياطي.
وفي المقابل، صعد إنتاج النفط في عديد البلدان خلال الفترة الأخيرة، مثل السعودية والعراق والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، خلال الشهور الماضية، إلا أن الطلب شهد تذبذبا مؤخرا بسبب شكوك حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وفي الأسبوع القادم، يجتمع الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بمقر المنظمة في العاصمة النمساوية فيينا، لاتخاذ قرار بشأن خفض إنتاج الخام من عدمه في 2019. وينتهي في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، اتفاق خفض إنتاج النفط بين أعضاء في المنظمة ومنتجين مستقلين، كان قد بدأ مطلع 2017 في محاولة لضبط أسواق النفط.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن الوزير قوله إن وزارة الطاقة ما زالت تدرس اقتراحا بشأن خفض إنتاج النفط.
وقال الوزير وفقا لما نقلته وكالة الإعلام: "نحن بصدد اتخاذ (قرار) وتقييم الوضع، لا سيما فيما يتعلق بتوقعات التوازن بين الطلب والاستهلاك في الربعين الأول والثاني".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في تصريحات سابقة، إنه سيكون راضيا بسعر عند 70 دولارا. وتابع بوتين: "نحن على اتصال بأوبك، ومستعدون لمواصلة جهودنا المشتركة إذا اقتضت الضرورة".
وجاء تراجع أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة، في ظل الضغوط التي تعرضت لها السعودية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طلب من المملكة الامتناع عن خفض الإنتاج والمساهمة في دفع أسعار الخام لمزيد من الهبوط.
وكانت السعودية أعلنت في وقت سابق أنها تنوي خفض إنتاجها بنحو 500 ألف برميل، إلا أنها رفعت إنتاجها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.
(العربي الجديد)