تسريع مفاوضات النووي ..ولندن تدرس عودة العلاقات مع طهران

18 يونيو 2014
تمديد المفاوضات يحمل مجازفات سياسية (فابريس كوفريني/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تسارعت في العاصمة النمسوية فيينا، يوم الثلاثاء، وتيرة المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق حول ضوابط البرنامج النووي الإيراني، على أمل التوصل إلى اتفاق نهائي، قبل استحقاق 20 يوليو/تموز المقبل. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان لندن عن استعدادها لإعادة فتح سفارتها في طهران.

واستؤنفت الجولة الخامسة من المفاوضات، يوم الثلاثاء، بحضور كل من وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون. وقال المتحدث باسم آشتون، مايكل مان، إن "الجميع يدركون تماماً أننا نخوض مرحلة من المفاوضات الكثيفة"، وأضاف "لا اتصور ألا يكون هناك، بصورة أو بأخرى، اجتماعات يومية". ومن المقرر أن تستمر المفاوضات حتى يوم الجمعة على أن تستأنف الشهر القادم، قبل حلول الموعد النهائي في 20 يوليو/ تموز.

وعقدت جلسة عامة أولى، صباح يوم الثلاثاء، كانت قد سبقتها اجتماعات ثنائية، إذ حصل حوار "نادر" بين الوفدين الأميركي والإيراني، يوم الاثنين، حول الوضع في العراق.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها مستعدة لمزيد من المحادثات مع إيران بشأن الاضطرابات في العراق، لكن من المرجح أن تجرى هذه المناقشات على مستوى أقل.

واجتمع نائب وزير الخارجية الأميركي، بيل بيرنز، مع مسؤولين إيرانيين لوقت قصير، الاثنين، على هامش المفاوضات حول الملف النووي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، إن واشنطن وطهران أجرتا محادثات "مقتضبة جدا"، حول تصاعد المواجهات بين معارضين مسلحين مناهضين والقوات التابعة لحكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي.

غير أن جهود أعضاء الوفدين سوف تنصّب، بحلول نهاية الأسبوع الجاري، في البحث عن اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد عشر سنوات من التوتر والشبهات حول الطبيعة الفعلية لنشاطات إيران النووية.

ويأتي ذلك بعدما وافقت إيران، العام الماضي، على التفاوض حول توقيع اتفاق بحلول 20 تموز/يوليو، بهدف إقناع الغرب بعدم سعيها لامتلاك قنبلة نووية، وذلك مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية المفروضة على اقتصادها.

ومنذ فبراير/شباط يلتقي خبراء نوويون، ودبلوماسيون إيرانيون، بصورة دورية، في فيينا، مع أعضاء من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا إلى جانب المانيا)، تحت إشراف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.

وكان الطرفان قد شرعا، في مايو/أيار الماضي، بصياغة نص اتفاق محتمل، غير أن المواقف بقيت متباعدة جداً حول نقاط أساسية. ويبقى موضوع تخصيب اليورانيوم، الذي يسمح بصنع الوقود لقنبلة نووية، العائق الرئيسي أمام التوصل إلى اتفاق.

وأكد مصدر أميركي، الاثنين، على أن وتيرة المفاوضات ستسرع في الأسابيع الخمسة المقبلة، على الرغم من توفر احتمال تمديد مهلة المفاوضات ستة أشهر اضافية، وهو الخيار الذي ينطوي على مجازفات سياسية، إذ سيتعين على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التوافق مع الكونجرس الجديد، الذي سيتم تجديد أعضائه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وفي المقابل، لا يبدو أن التمديد سيكون لصالح الرئيس، حسن روحاني، كونه يخضع لضغوط الجناح المحافظ في النظام القلق على مستقبل البرنامج النووي.

وذكر مصدر دبلوماسي غربي أمس في فيينا، أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل"، مشيراً إلى "الصعوبة الأبرز" في المفاوضات هي قدرة التخصيب التي تحتفظ بها إيران بعد اتفاق محتمل، مضيفاً أن الخلاف لا يزال قائماً حول هذه النقطة.

السفارة البريطانية تعود لطهران

على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، يوم الثلاثاء، أن "الظروف قد توافرت كي تعيد بريطانيا فتح سفارتها في طهران"، المقفلة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2011.

وقال هيغ، الذي كان يتحدث في البرلمان، إن حكومته تنوي "إعادة فتح السفارة في طهران بعد تسوية هذه التفاصيل، بحضور محدود في البداية". ووصف هيغ إيران بأنها "بلد مهم في منطقة متوترة. وبقاء السفارات في جميع أنحاء العالم، وحتى في الظروف الصعبة، ركيزة أساسية في نهج بريطانيا الدبلوماسي". وأضاف أن "إيران أدت، تاريخياً، دوراَ طائفياً وتقسيمياً في المنطقة، لكنها يمكن أن تقوم بدور أكثر إيجابية".

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، على أن بريطانيا تعمل "خطوة خطوة بهدوء وروية على إعادة بناء علاقتها" مع إيران.

غير أن كاميرون رفض، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني، وضع إعادة بلاده علاقتها مع إيران، في سياق رغبتها بالحصول على مساعدة الجمهورية الإسلامية في شأن الوضع الأمني المتدهور في العراق. وقال كاميرون "يجب ألا يساور أحد شكوك في أن ما نراه في سورية، والآن في العراق مع تنظيم الدولة الإسلامية يشكل أخطر تهديد لأمن بريطانيا اليوم".

وتأتي الخطوة البريطانية بعد مباحثات أجراها هيغ مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، السبت الماضي، وذلك في اتصال هاتفي، واعتبر بعدها هيغ أن "من مصلحتنا المشتركة الاستمرار في تعميق العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة وإيران".

المساهمون