تركيا: يمكن للألمان زيارة قاعدة "قونية" بدلاً من "إنجرليك"

05 يونيو 2017
التطبيع بين البلدين لم يشهد انفراجاً بعد (سيم أوزديل/الأناضول)
+ الخط -
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، إن بلاده لن تقوم بفتح قاعدة "إنجرليك" لزيارة النواب الألمان في الوقت الحالي، ولكنها ستسمح لهم بزيارة قاعدة "قونية" الجوية بدل ذلك.

وأكد جاووش أغلو، خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره الألماني، زيغمار غابرييل، في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الإثنين، أن قاعدة إنجرليك لا تزال مغلقة في وجه زيارة النواب الألمان، مقترحاً قيام النواب بزيارة الجنود الألمان الموجودين في قاعدة قونية الجوية لحين قيام برلين باتخاذ خطوات إيجابية في ما يخص المطالب التركية.

ويبدو أن تطبيع العلاقات التركية الألمانية على المستوى الدبلوماسي لن يشهد انفراجاً سريعاً، خاصة بعد أن قام رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بإلغاء اجتماعه مع وزير الخارجية الألماني.

وأوضح وزير الخارجية التركي أنه "إذا قامت ألمانيا باتخاذ خطوات إيجابية تجاهنا، نحن أيضاً في كل وقت سنقوم باتخاذ خطوات، ولكن لا يمكن أن نغض النظر عن بعض الأوضاع الموجودة. اليوم لخصنا في لقائنا كيف ترى تركيا الوضع الحالي، ومنها العداوة لتركيا في ألمانيا، والتي تفتح طريقاً أمام التمييز العنصري، ووافق صديقنا سيغمار على هذا الأمر. إن هذه مشكلة أوروبية عامة، ولن تأخذ أوروبا إلى مكان إيجابي".

وتطالب الحكومة التركية برلين بإنهاء نشاطات حزب "العمال الكردستاني" في الأراضي الألمانية، والتي تعتبر من أهم مصادر تمويله الخارجي إضافة إلى نشاطاته في بلجيكا، وكذلك رفض قبول طلبات اللجوء السياسي للمشاركين في المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز الماضي وكذلك أنصار حركة "الخدمة" بزعامة فتح الله غولن من المطلوبين للحكومة التركية.

وفي هذا الصدد، قال جاووش أوغلو: "لقد كانت نشاطات العمال الكردستاني في ألمانيا موضوعاً آخر. لقد جرح الشعب التركي قيام العمال الكردستاني في ألمانيا بجمع الإتاوات وشن بروباغندا بشكل واضح، وكذلك اجتماعات قيادات الكردستاني في فرانكفورت وبث مقاطع فيديو لقيادات الكردستاني. إن قيام هذه الاحتجاجات بعد إعلان برلين منع شعارات الكردستاني يعتبر أمراً ذا معنى مهم".

وأضاف "تستمر النشاطات التركية في ألمانيا، بل ويأخذون من يتمكنون من إقناعه للمشاركة معهم في (الحرب ضدنا) في الجبال، وتستمر نشاطاتهم في ما يخص الدعم المالي. يجمعون الأموال في كل عرس. هناك أكثر من أربعة آلاف و500 تحقيق في ما يخص أنصار الكردستاني ولكن دون أي فائدة"، في إشارة إلى ملفات أنصار الكردستاني التي أرسلتها أنقرة إلى برلين لتسليمها إياهم من دون أن تتلقى أي رد في هذا الشأن.

وأشار جاووش أوغلو إلى رفض بلاده تحوّل ألمانيا إلى ملجأ لعناصر حركة "الخدمة"، قائلاً "أما الموضوع الآخر، فقد كان أمر وجود أنصار حركة الخدمة الإرهابية في ألمانيا ووجود طلبات لجوء بأكثر من 400 طلب. لقد زرت يوم أمس عائلة أحد الشهداء، إن آلامنا ما زالت، لذلك لا نودّ أن يكون أعضاء حركة الخدمة في بلد حليف كألمانيا".

من جهته، أكّد الوزير الألماني أن برلين ستقيّم العرض التركي في ما يخص زيارة قاعدة "قونية" بدل قاعدة "إنجرليك"، مشيراً إلى ضرورة التسريع في تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وكذلك اتخاذ بعض الخطوات في ما يخص تسهيل الحصول على تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك من العلماء ورجال الأعمال.

وأشار غابريال في تصريحاته إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الخلاف القائم بشأن موضوع الزيارة، ولفت قائلاً: "في الوقت الحالي لا تتحقق الشروط للقيام بالزيارة إلى إنجرليك".

وأضاف "هذا ما يدفعنا للقول إنه بعد إصرار أنقرة على منع أي نائب ألماني من زيارة قواتنا في قاعدة إنجرليك، فإن انسحاب الجيش الألماني من قاعدة سلاح الجو بات وشيكا، وعلى تركيا أن تدرك أنه وفقاً لهذه الظروف لا بد من سحب الجنود".

وأشار إلى أنه يتوقع أن يبدأ البرلمان الألماني البحث عن مكان بديل آخر، إلا أنه لفت في الوقت نفسه، إلى أنه وحتى الآن ليس هناك من قرار ولا خطة محددة.

ووصل وزير الخارجية الألماني، صباح الإثنين، إلى تركيا، في محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين، بعد رفض أنقرة زيارة البرلمانيين الألمان لقاعدة إنجرليك الجوية، حيث توجد قوات ألمانية، ردّاً على منح برلين عدداً من المتهمين بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، في منتصف يوليو/تموز الماضي، صفة اللجوء، وكذلك السماح لحزب "العمال الكردستاني" بحرية الحركة والعمل في الأراضي الألمانية.


المساهمون