18 فبراير 2020
تركيا وقمة مجموعة العشرين
تعد قمم مجموعة العشرين من أهم الاجتماعات الدولية، نظراً لأنها تضم أهم اللاعبين الاقتصاديين العالميين. وعليه، فإن من حق تركيا أن ترى أن انعقاد هذه القمة على أراضيها بمثابة اعتراف دولي بمكانتها ودورها الإقليمي، فتركيا التي كانت تعيش قبل مرحلة حكم حزب العدالة والتنمية على وصفات صندوق النقد الدولي، وتعيش تحت وطأة الديون الخارجية والداخلية، تستطيع القول، اليوم، إنها دولة من دون ديون، وحققت تجربة مميزة على صعيد تجربة التعاون بين القطاعين العام والخاص، وباتت دولة رائدة في مجال النمو والاقتصاد، حيث تجاوزت موازنتها السنوية 820 مليار دولار. وبفضل هذا كله، دخلت مجموعة العشرين. بالنسبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فإن فرحته مضاعفة، فالقمة إضافة إلى أنها اعتراف بمكانة تركيا، تأتي بعد نحو أسبوعين على الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية.
مع أن قمم مجموعة العشرين تركز عادة على القضايا الاقتصادية والتغير المناخي، إلا أن القمة المنعقدة في تركيا تكتسب أهمية خاصة، لجهة القضايا السياسية، فهي أقرب قمة للمجموعة تعقد قريباً من الأراضي السورية، إذ لا تبعد مدينة أنطاليا، مكان انعقاد القمة، عنها سوى 600 كلم. وعليه، فإن أهمية القمة بالنسبة لتركيا تتجاوز البعد الاقتصادي إلى البعد السياسي والأمني، فتركيا تهمها، بالدرجة الأولى، سياسة دولية فاعلة تجاه الأزمة السورية، وهذا ما يفسر تصريحات أردوغان المتكرّرة بشأن مناقشة هذه الأزمة في القمة، ومحاولة التوصل إلى موقف عملي بشأن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، ومع التأكيد على أن هذا المطلب سيكون مجدداً على طاولة اللقاء الخاص بين أردوغان ونظيره الأميركي، باراك أوباما، وربما أخذ الدعم من كل من قطر والسعودية بهذا الخصوص، إلا أن تركيا تدرك حقيقة الموقف الروسي الرافض ذلك، وهو ما يجعل من هذا المطلب صعباً خصوصاً بعد تفاهم فيينا على الدخول في حل سياسي للأزمة السورية، بإطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة والدخول في وقف إطلاق نار، تمهيدا للمرحلة الانتقالية التي تتضمن خطوات سياسية عديدة.
يتصل الأمل التركي من قمة العشرين، أيضاً، بقضيتين مهمتين. تتعلق الأولى بالحصول على دعم دولي كبير لصالح اللاجئين السوريين في تركيا، والذين تجاوز عددهم مليوني شخص، وكذلك صيغة أقرب إلى صفقة بشأن تدفق اللاجئين عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، وهو ما يعني أن أوروبا المعنية الأكبر بهذه القضية، خصوصاً بعد التفجيرات الإرهابية التي ضربت باريس، والخوف الذي يسود معظم العواصم الغربية من عمليات إرهابية مماثلة. الثاني: كيفية تفعيل الحرب ضد داعش، بعد أن أعلنت تركيا مراراً استعدادها لحملة ضخمة ضد التنظيم، والحديث عن احتمال القيام بعملية برية واسعة، ولعل مثل هذه العملية تحتاج إلى دعم دولي مباشر، وهو ما قد يلقى قبولاً من الأطراف الدولية، خصوصاً في ظل القناعة بأن داعش تلقى ضربات قوية في سنجار في العراق والهول في سورية، بما يعني أهمية الانتقال إلى استراتيجية الإطباق على التنظيم من الطرف التركي الذي يريد من هذه العملية أيضا وضع حد لصعود نجم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، والذي يعد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
باختصار، ترى تركيا أن قمة أنطاليا فرصة ثمينة لوضع خريطة نهائية لجملة من القضايا المتعلقة بتداعيات الأزمة السورية والأمن واللاجئين ومكافحة الإرهاب، فضلا عن هدف القمة المتمثل بوضع خريطة طريق المستقبل للقمم المقبلة على الصعيد الاقتصادي، والتهرب الضريبي والتغير المناخي، حيث تترقب الأسواق المالية نتائج قمة مجموعة العشرين، بعد أن بلغت ميزانية هذه المجموعة 60 تريليون دولار.
مع أن قمم مجموعة العشرين تركز عادة على القضايا الاقتصادية والتغير المناخي، إلا أن القمة المنعقدة في تركيا تكتسب أهمية خاصة، لجهة القضايا السياسية، فهي أقرب قمة للمجموعة تعقد قريباً من الأراضي السورية، إذ لا تبعد مدينة أنطاليا، مكان انعقاد القمة، عنها سوى 600 كلم. وعليه، فإن أهمية القمة بالنسبة لتركيا تتجاوز البعد الاقتصادي إلى البعد السياسي والأمني، فتركيا تهمها، بالدرجة الأولى، سياسة دولية فاعلة تجاه الأزمة السورية، وهذا ما يفسر تصريحات أردوغان المتكرّرة بشأن مناقشة هذه الأزمة في القمة، ومحاولة التوصل إلى موقف عملي بشأن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، ومع التأكيد على أن هذا المطلب سيكون مجدداً على طاولة اللقاء الخاص بين أردوغان ونظيره الأميركي، باراك أوباما، وربما أخذ الدعم من كل من قطر والسعودية بهذا الخصوص، إلا أن تركيا تدرك حقيقة الموقف الروسي الرافض ذلك، وهو ما يجعل من هذا المطلب صعباً خصوصاً بعد تفاهم فيينا على الدخول في حل سياسي للأزمة السورية، بإطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة والدخول في وقف إطلاق نار، تمهيدا للمرحلة الانتقالية التي تتضمن خطوات سياسية عديدة.
يتصل الأمل التركي من قمة العشرين، أيضاً، بقضيتين مهمتين. تتعلق الأولى بالحصول على دعم دولي كبير لصالح اللاجئين السوريين في تركيا، والذين تجاوز عددهم مليوني شخص، وكذلك صيغة أقرب إلى صفقة بشأن تدفق اللاجئين عبر الأراضي التركية إلى أوروبا، وهو ما يعني أن أوروبا المعنية الأكبر بهذه القضية، خصوصاً بعد التفجيرات الإرهابية التي ضربت باريس، والخوف الذي يسود معظم العواصم الغربية من عمليات إرهابية مماثلة. الثاني: كيفية تفعيل الحرب ضد داعش، بعد أن أعلنت تركيا مراراً استعدادها لحملة ضخمة ضد التنظيم، والحديث عن احتمال القيام بعملية برية واسعة، ولعل مثل هذه العملية تحتاج إلى دعم دولي مباشر، وهو ما قد يلقى قبولاً من الأطراف الدولية، خصوصاً في ظل القناعة بأن داعش تلقى ضربات قوية في سنجار في العراق والهول في سورية، بما يعني أهمية الانتقال إلى استراتيجية الإطباق على التنظيم من الطرف التركي الذي يريد من هذه العملية أيضا وضع حد لصعود نجم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية، والذي يعد الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
باختصار، ترى تركيا أن قمة أنطاليا فرصة ثمينة لوضع خريطة نهائية لجملة من القضايا المتعلقة بتداعيات الأزمة السورية والأمن واللاجئين ومكافحة الإرهاب، فضلا عن هدف القمة المتمثل بوضع خريطة طريق المستقبل للقمم المقبلة على الصعيد الاقتصادي، والتهرب الضريبي والتغير المناخي، حيث تترقب الأسواق المالية نتائج قمة مجموعة العشرين، بعد أن بلغت ميزانية هذه المجموعة 60 تريليون دولار.