تركيا: خطوات سريعة في عملية السلام بين الحكومة و"العمال"

26 ديسمبر 2014
ستبدأ المفاوضات المباشرة الشهر المقبل (برتران لانغلوا/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب "العمال" الكردستاني، انتعاشاً كبيراً في الفترة الأخيرة، بعد الأزمات التي مرّت بها منذ هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدينة عين العرب، وما تلاها من احتجاجات دموية، وتبادل للتهديدات والاتهامات بين الطرفين.

وانعكس مزاج التفاؤل على تصريحات أحد أبرز قياديي "العمال"، مراد كرايلان، الذي أكد أن "الوصول إلى عملية السلام يعني أن يشارك عبد الله أوجلان في المؤتمر الثاني عشر للحزب، والمقرر انعقاده في أبريل/نيسان من العام المقبل".

وأكد نائب رئيس الوزراء الكردي، يالجين أكدوغان، تسارع الخطوات والاجتماعات، التي "تهدف إلى الوصول لحلّ نهائي". كما أشار عضو الهيئة التابعة لـ"الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي للعمال الكردستاني)، والنائب عن مدينة إسطنبول، سري ثريا أوندر، إلى أن "عملية السلام تدخل مرحلة جديدة".

ويبدو أن إدارة الاستخبارات التركية قد بدأت بتحضير نفسها للبدء بالمفاوضات مع "العمال"، فقد ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية الموالية للحكومة، أن "إدارة الاستخبارات التركية، افتتحت مكتباً لها في مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، وسيديره عناصر من الاستخبارات، مختصة بعملية التسوية، من أجل تسهيل الحوارات واللقاءات مع قيادات العمال، التي تتخذ من جبل قنديل على الحدود العراقية الإيرانية مقراً لها، وتتجوّل بحرية في إقليم كردستان العراق". وسيُشكّل المكتب إضافة إلى المكتب الرئيسي للاستخبارات التركية، الذي افتُتح عام 1996 في الإقليم.

في غضون ذلك، سيتم السماح لأعضاء هيئة "الشعوب الديمقراطي" التي تتوسط في عملية السلام بين "اتحاد المجتمعات الكردستانية" وأوجلان والحكومة، بحضور الاجتماعات واللقاءات التي ستجري بين إدارة الاستخبارات بقيادة مديرها حاقان فيدان، أو نوابه، مع أوجلان، للمرة الأولى، إذ كانت تحصل الاجتماعات بشكل منفصل مع الاستخبارات التركية، ومن ثم تنتظر الهيئة الإذن من وزارة العدل، بزيارة أوجلان للإطلاع على آخر التطورات.

ومن المقرر أن تبحث إدارة الاستخبارات وإدارة الأمن العام، مع رئاسة الوزراء والوزراء المعنيين بعملية التسوية، يوم الجمعة المقبل، أمر إنشاء ثلاث هيئات، ستقوم بالتوسط وإدارة الحوار بين الحكومة وكل من قياديي "اتحاد المجتمعات الكردستانية" في جبل قنديل، وأوجلان في سجنه في جزيرة إمرالي، و"هيئة الشعوب الديمقراطي". وسيتم الحديث مع أوجلان في وقت لاحق حول مهامها وإن كان هناك حاجة لتوسيعها.

ومن المتوقع أن تبدأ مفاوضات السلام المباشرة في يناير/كانون الثاني المقبل، بعد دعوة أوجلان لـ"العمال" إلى الانسحاب إلى خارج الأراضي التركية، فالحزب ينوي الوصول إلى اتفاق نهائي قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة في يونيو/ حزيران المقبل.

وكان "اتحاد المجتمعات الكردستانية"، الذي يمثل المظلة التي تعمل تحتها جميع المنظمات التابعة لـ"العمال"، قد وافق بإجماع أعضائه على مسودة مشروع أوجلان للتفاوض، وذلك بعد الاجتماع الذي عقدته الهيئة مع مسؤولي الاتحاد في مقرّات "العمال" في جبل قنديل، والذي استمر لأكثر من ست ساعات.

وتغطي هذه المسودة المطالب الرئيسية الثلاثة لـ"اتحاد المجتمعات الكردستانية" للمضي قدماً في عملية السلام، وهي: الاعتراف بالهوية الكردية في الدستور، والحق بالتعليم باللغة الأم، وإقرار الحكم الذاتي في المناطق ذات الأغلبية الكردية شرق وجنوب شرقي البلاد. الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف عند نسبة كبيرة من المواطنين الأتراك من أن يكون الحكم الذاتي مقدمة للانفصال.

وكانت هيئة التابعة لحزب "الشعوب الديمقراطي" قد نقلت في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن أوجلان، قوله إنه "ناقش مع وفد حكومي تفاصيل المسودة التي اقترحها الأخير للسلام، بعنوان: مسودة عملية السلام والتفاوض الديمقراطي، ووصول الطرفين إلى اتفاق حول إطار عملية التفاوض التي ستبدأ قريباً. إذ يتكوّن الإطار التفاوضي الذي تم الاتفاق عليه من ثلاثة أبواب رئيسية: باب بعنوان مقترحات للحل، وباب المفاوضات، وباب خطة العمل".

المساهمون