أعدّت إدارة الهجرة التركية لائحة بأسماء 25 ألف لاجئ سوري، سيُسلَّمون للاتحاد الأوروبي مقابل المهاجرين غير القانونيين المعادين، عملاً بالاتفاق بين الجانبين في 18 مارس/ آذار الجاري في بروكسل، في حين أبدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قلقها من احتمال الالتفاف على القانون الدولي بهذه المسألة.
وأفاد مسؤول في وزارة الخارجية التركية، بأن الاتفاق التركي الأوروبي يهدف لمنع الهجرة غير القانونية عبر بحر إيجه إلى الجزر اليونانية، مشيرا إلى أنَّ 56 بالمائة من المهاجرين سوريون و24 بالمائة أفغان و10 بالمائة عراقيون.
ولفت المصدر إلى أن من المنتظر أن يصل مسؤولون من الاتحاد الأوروبي واليونان غداً الأربعاء إلى تركيا من أجل العمل بالاتفاقية، مذكراً أنّ مسؤولين أتراكا وصلوا اليوم إلى الجزر اليونانية.
ودخلت اتفاقية إعادة قبول اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ الأحد الماضي، وبحسب الاتفاقية، سيتم إعادة كل لاجئ سوري وصل إلى دول الاتحاد الأوروبي بصورة غير قانونية قادماً من تركيا، ومقابل كل لاجئ معاد تسلم تركيا الاتحاد الأوروبي لاجئا سورياً، وتهدف الاتفاقية لوقف المأساة الإنسانية الحاصلة نتيجة الهجرة غير القانونية، عبر بحر إيجه من الأراضي التركية إلى الجزر اليونانية.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية، بلغ عدد الواصلين إلى الجزر اليونانية من الأراضي التركية منذ بداية العام الحالي، أكثر من 144 ألفا، قضى 362 منهم غرقا في البحر، بينما غرق العام الماضي أكثر من 700 شخص.
اقرأ أيضاً: تركيا تضبط مئات اللاجئين بإزمير ووصول آخرين إلى اليونان
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين
من جهته، حذر رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندين أمس الإثنين من أنه سيتابع بالتفصيل تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن المهاجرين، مبدياً قلقه من احتمال الالتفاف على القانون الدولي.
وتساءل غراندي خلال مؤتمر صحافي في أوتاوا "إن الشيطان يكمن في تفاصيل هذا الاتفاق: فكيف سيتم تطبيقه؟". وشدد على أهمية وجود ضمانات للاجئين "لاحترام المبادئ الأساسية"، ومنها عدم طردهم رغماً عنهم إلى بلدانهم الأصلية.
على صعيد متصل، أعلن مصدر في الشرطة البحرية اليونانية عن اعتقال 127 مهاجراً، معظمهم من الباكستانيين قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية في بحر إيجه، بعد وصولهم من الشواطئ التركية القريبة.
وأوضح مسؤول في الشرطة البحرية في ليسبوس اليوم، إن "الشرطة البحرية رصدت 127 شخصاً معظمهم من الباكستانيين، وكذلك عشرة أفغان وبعض السوريين والكونغوليين، على متن زورق قبالة ليسبوس وتم اقتياد الزورق إلى مرفأ ميتيلان (كبرى مدن الجزيرة).
وحسب هذا المسؤول، فإن المهاجرين اعتقلوا وسينقلون إلى مركز تسجيل مغلق في موريا، على بعد 13 كلم من مرفأ ميتيلان في وسط الجزيرة.
وقال سائق الزورق أمرد، وهو سوري يبلغ من العمر 25 عاماً، إن "خفر السواحل الأتراك اعترضوا زورقنا في المياه الإقليمية التركية، ولكن عندما رأيناهم أسرعنا، لأننا نريد الوصول إلى الجهة الجيدة، الجهة اليونانية"، مضيفاً "عندما وصلنا إلى المياه الإقليمية اليونانية، اعتقلنا أخيراً خفر السواحل اليوناني".
وتابع "لم يعد لي أي شخص في سورية، كل أفراد عائلتي أصبحوا في ألمانيا، ليس لي أي خيار سوى محاولة الانضمام إليهم".